أكاديمية بايرن ميونخ.. بين الدقائق القليلة والانتقادات الكثيرة
سافر بايرن ميونخ إلى بطولة كأس العالم للأندية 2025، بستة لاعبين شباب، وهم آدم أزنو، لينارت كارل، موريس كراتنماخر، كاسيانو كيالا، جوناه كوسي أساري ودافيد سانتوس دايبر.
ورغم وجودهم مع الفريق البافاري في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يسمح سوى لاثنين منهم بالمشاركة في المباريات.
وشارك كارل في الشوط الثاني من الفوز الكاسح (10-0) على أوكلاند، بينما دخل أزنو في الدقائق الأخيرة، بمجموع 53 دقيقة لعب فقط للشباب، وأثار ذلك موجة من الانتقادات.
برشلونة كمثال
يشار إلى برشلونة غالبًا كنموذج، يحتذى به في العمل الناجح مع الأكاديميات، النجم لامين يامال يمثل الوجه الأبرز للفريق الإسباني البطل، واللاعب الشاب باو كوبارسي (18 عامًا) أصبح قائدًا للدفاع رغم صغر سنه، ويرجع ذلك إلى موهبته من جهة، وإلى المشكلات المالية التي منعت النادي من تسجيل لاعبين جدد من جهة أخرى.
كما اضطر تشيلسي بطل العالم للأندية، للاعتماد على لاعبين شباب نتيجة حظر التعاقدات، وبالتالي يجب النظر إلى كل حالة على حدة، وبالتالي لا يمكن ببساطة القول إن أكاديمية بايرن لا تعمل، بحسب “سكاي ألمانيا”.
مواهب فرايبورج وماينز
هل يتجاهل بايرن ميونخ، الاعتماد على مواهبه الخاصة؟ تشير الأرقام إلى عكس ذلك.
في الموسم الماضي بالبوندسليجا، كان عدد دقائق اللعب التي حصل عليها لاعبو الأكاديمية، أقل فقط في بايرن، مقارنة بفرايبورج وماينز (كلاهما بأكثر من 9600 دقيقة)، حيث حصد بايرن 5397 دقيقة.
ويضم الفريق الحالي، أسماء بارزة من الأكاديمية مثل جمال موسيالا، ألكسندر بافلوفيتش، جوسيب ستانيسيتش وتوماس مولر، الذي ودع الفريق في جولته الأخيرة بأمريكا، لكن رغم ذلك، لم يتمكن العديد من المواهب الأخرى من اقتحام الفريق الأول.
رحيل يلدز
قضى كينان يلديز، المولود في ريجنسبورج، 10 سنوات في أكاديمية بايرن، قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس في 2022، لم ير يلديز أي آفاق في ميونخ، أما في اليوفي، فقد عرضوا عليه طريقًا واضحًا لم يجده في بايرن.
يلديز، الذي يبلغ الآن 20 عامًا، لعب 62 مباراة مع يوفنتوس وسجل 9 أهداف، وشارك مع منتخب تركيا الأول في يورو 2024.
لماذا لم يعيد بايرن ستيلر؟
حدث أمر مشابه مع أنجيلو ستيلر، الذي ولد في ميونخ، ولعب في الأكاديمية لعشر سنوات وكان من أعمدة فريق بايرن الرديف تحت قيادة سيباستيان هونيس.
لكنه لم ير أيضًا أي فرصة حقيقية للترقي، التحق ستيلر بمدربه هونيس إلى هوفنهايم في 2021، ثم إلى شتوتجارت في 2023، وساهم معهم في تحقيق وصافة الدوري في 2024، وظهر دوليًا لأول مرة في سبتمبر/أيلول الماضي.
وعلى بايرن أن يسأل نفسه “لماذا لم يفكر في استعادة لاعب مثل ستيلر؟” خاصة وأن النادي أنفق أكثر من 50 مليون يورو على التعاقد مع جواو بالينيا.
البرتغالي كان هدفًا لمدرب بايرن السابق، توماس توخيل في 2023، لكن بعد أن أتم النادي البافاري، الصفقة في 2024، كان توخيل قد رحل بالفعل.
غياب الاستقرار الفني
الافتقار للاستمرارية على مقعد المدير الفني، يصعب أيضًا دمج اللاعبين الشباب، فمنذ رحيل بيب جوارديولا في 2016، لم يستمر أي مدرب أكثر من عامين.
المدرب الجديد فينسنت كومباني واجه انتقادات مؤخرًا، بسبب قلة اعتماده على اللاعبين الشباب، فهل يفتقر البلجيكي إلى الشجاعة؟
الحفاظ على رضا النجوم وتطوير المواهب في الوقت ذاته أمر ليس سهلاً، التطلعات في بايرن مرتفعة للغاية، وهو أمر لا تعاني منه أندية مثل فرايبورج وماينز.
الضغط
بينما يعتبر تأهل فرايبورج للدوري الأوروبي أو ماينز لدوري المؤتمر إنجازًا كبيرًا، فإن بايرن مطالب على الأقل بلقب واحد كل موسم، لذلك تكون الأولوية للنتائج، ويأتي تطوير الشباب في المرتبة الثانية.
وغالبًا لا يجد اللاعبون الشباب، خيارًا سوى الإعارة أو الرحيل لاكتساب خبرة المباريات.
بول فانر أعير إلى إلفرسبرج ثم هايدنهايم، بينما غادر فرانس كراتسيج إلى ريد بول سالزبورج بعد نهاية إعارته مع هايدنهايم.
تجربة كراتنماخر
موريس كراتنماخر، الذي أعير مؤخرًا إلى هيرتا برلين، قدم تقييمًا إيجابيًا لتجربته مع الفريق في كأس العالم للأندية رغم عدم لعبه أي دقيقة.
وقال لصحيفة جنرال أنسايجر “كانت تجربة لا توصف، تعلمت الكثير، وتأثرت جدًا بالطريقة التي استقبلت بها، التمرين مع أفضل اللاعبين، ومشاركة غرفة الملابس معهم، كانت تجربة رائعة”.
الحل
كيف يمكن إذاً أن يحصل اللاعبون الشباب على المزيد من المشاركات في بايرن ميونخ؟
يمكن وضع أهداف واضحة كقواعد للنادي قبل انطلاق الموسم، مثل تحديد عدد أدنى من الدقائق يجب أن يمنحها المدرب للاعبين الشباب.
ويجب التأكيد على أن أكاديمية البايرن جيدة وتخرج مواهب، لكن من الصعب الحفاظ على توازن الفريق الأول عندما يكون مليئًا بالنجوم والضغط لتحقيق الثلاثية، هذا يتطلب صبرًا وشجاعة.
إرسال التعليق