أنقذ مورينيو ودمر البليهي.. حلم إنزاجي الجديد يبعثر أوراق الهلال
في ميركاتو لا يعترف بالثوابت، قرر نادي الهلال السعودي أن يواصل تحركاته الكبيرة ويُربك موازين الدفاع بصفقة قد تُغير مستقبل خطه الخلفي لسنوات مقبلة.
وأعلن الهلال، مساء الإثنين الماضي، تعاقده الرسمي مع التركي يوسف أكتشيشيك، قادمًا من فنربخشة، بعقد يمتد 4 مواسم، وهي الصفقة الأخيرة بنسبة كبيرة في ميركاتو “زعيم آسيا”.
التعاقد مع أكتشيشيك (19 عامًا) لم يكن مجرد خطوة لتعزيز العمق الدفاعي، بل رسالة واضحة: لا مكان للراحة، ولا حصانة لأحد، نظرًا للإمكانيات الهائلة التي يمتلكها.
حلم إنزاجي
رغم الصفقات البارزة التي أبرمها الهلال في الميركاتو الصيفي، إلا أن التعاقد مع مدافع أوروبي شاب، كان بمثابة الطلب الأهم للمدرب الإيطالي سيموني إنزاجي بالفترة الأخيرة.
إنزاجي كان هدفه الرئيسي ضم مدافع شاب ذو بنية جسدية قوية، بالإضافة لقدرته على الخروج بالكرة وتغطية المساحات خلف الظهيرين أثناء التقدم، وهو ما يتوافر في أكتشيشيك.
واستطاع المدافع الشاب أن يجذب الأنظار إليه خلال موسم واحد فقط قضاه مع الفريق الأول لفنربخشة، حيث أظهر براعة شديدة في التدخلات والصراعات الثنائية، بالإضافة لقدرته الهائلة في ألعاب الهواء بالجانبين الدفاعي والهجومي.
وكان إنزاجي يحلم بتكوين شراكة دفاعية صلبة مع السنغالي كاليدو كوليبالي، في ظل الاعتماد على الظهيرين جواو كانسيلو وثيو هيرنانديز في التقدم، وهو ما تحقق على أرض الواقع.
وتمكن مدافع الهلال الجديد من تسجيل هدفين وتقديم تمريرة حاسمة في 27 مباراة خاضها مع فنربخشة بداية من الموسم الماضي، ما يؤكد قدرته في الوقت ذاته على إحراز الأهداف، وهو سلاح جديد سيعتمد عليه “الأزرق”.
مُنقذ مورينيو
نجح المدافع التركي في السيطرة على عقل المدرب البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو، أثناء قيادته لفنربخشة، حيث منحه الفرصة كاملة للمشاركة مع الفريق الأول بصورة أساسية.
واستطاع أكتشيشيك أن يظهر بصورة مثالية، حتى وصل الأمر إلى أن مورينيو خرج في أحد المؤتمرات الصحفية، وقال نصًا: “هذا اللاعب أنقذني اليوم من الخسارة”.
غيتي الصور
ولم ينس أكتشيشيك فضل مورينيو عليه، حيث أكد في تصريحاته الأولى فور الانضمام للهلال أن “سبيشيال وان” بمثابة والده في كرة القدم، بسبب مساعدته في بداية مسيرته.
اعتماد مورينيو المستمر على أكتشيشيك وإشادته بمستواه، يُعد مؤشرًا واعدًا على نجاح الصفقة مستقبلاً، خاصة أن المدرب البرتغالي يمتلك خبرة واسعة ورؤية فنية عميقة في تقييم المواهب في عالم كرة القدم.
البليهي في مهب الريح
يمكن القول إن صفقة المدافع التركي، ستكون بمثابة طعنة جديدة في مستقبل علي البليهي مع الهلال خلال الموسم الجديد، خاصة وأن اللاعب كان يعاني من تهميش واضح قبل التعاقد مع أكتشيشيك.
البليهي كان الخيار الرابع لإنزاجي، بعد كل من كوليبالي وحسان تمبكتي وعلي لاجامي، ومع قدوم أكتشيشيك، سيصبح خامس الخيارات، وهو ما يجعل مهمته أكثر صعوبة.
غيتي الصور
ومن المتوقع أن يحاول البليهي البحث عن نادٍ قبل نهاية الميركاتو الصيفي، خاصة وأنه يحظى باهتمام من الاتحاد والأهلي.
وكان إنزاجي قد تمسك في الأيام الأخيرة بوجود البليهي في صفوف الهلال، ولكن بعد قدوم المدافع التركي، قد يمنحه الضوء الأخضر من أجل الرحيل.
ومع تعثر مفاوضات الاتحاد مع النصر، بشأن ضم عبدالإله العمري، فإنه قد يتجه لضم البليهي والاستفادة من خبراته.
منافسة شرسة
صحيح أن أكتشيشيك لا يزال صغيرًا، ويتمتع بإمكانيات هائلة، ولكنه لن يجد طريقه مفروشًا بالورود، خاصة وأن حسان تمبكتي هو أفضل مدافع سعودي بالفترة الحالية، ونجح في حجز مكان أساسي بجانب كوليبالي.
هذا وبالإضافة لإشادة إنزاجي بقدراته، وهو نفس الحال بالنسبة لبعض اللاعبين الأجانب الذين أكدوا قدرة اللاعب على الاحتراف في أوروبا، خاصة بعد ظهوره اللافت بكأس العالم للأندية.
غيتي الصور
هذا وبالإضافة إلى رغبة علي لاجامي في إثبات نفسه، خاصة وأنه أثبت جاهزية كبرى في مونديال الأندية ومعسكر الإعداد.
وبالتالي، فإن المدافع التركي سيحتاج تثبيت أقدامه بقوة في ظل رغبة الجميع في المشاركة خلال الفترة المقبلة بصورة أساسية.
لكن في الوقت ذاته، سيجد إنزاجي ميزة عظيمة، متمثلة في إمكانية التدوير بين الرباعي، لاسيما وأن الهلال ينافس في أكثر من جبهة.
ماذا عن الضحية؟
وجود أكتشيشيك، سيتسبب في التخلص من لاعب أجنبي على الأقل قبل نهاية الميركاتو، وتنحصر خيارات الرحيل بين 3 أسماء، متمثلة في الصربي ألكسندر ميتروفيتش والبرازيليين رينان لودي وماركوس ليوناردو.
الهلال حاليًا، أصبح يمتلك 13 أجنبيًا بعد قدوم المدافع التركي، علمًا بأن الاتحاد السعودي لكرة القدم، يمنح كل نادٍ حق قيد 10 محترفين من ضمنهم اثنين مواليد.
وبذلك، سيتبقى 3 لاعبين، سيتم قيد اثنين منهما في القائمة الآسيوية فقط، وهو ما يشير لضرورة التخلص من الأجنبي المتبقي.
غيتي الصور
الأجنبي الوحيد الذي يضمن مكانه، هو البرازيلي كايو سيزار لأنه تحت السن، وسيتم قيد أكتشيشيك بجانبه في فئة المواليد، على أن يرحل أحد الأسماء المذكورة، والتي يأتي على رأسها ميتروفيتش بنسبة كبيرة.
وهناك تقارير صحفية قد أشارت إلى أن ميتروفيتش سيرحل بنسبة كبيرة للريان القطري، بعد تمسك إنزاجي ببقاء ليوناردو ولودي بالقائمة الآسيوية والتي تسمح بإشراك جميع الأجانب على عكس الدوري.
ويُسمح بقيد 10 أجانب بالقائمة المحلية، على أن يتم الزج بـ8 منهم فقط في المباريات الرسمية، والاستغناء عن اثنين كل مباراة.
إرسال التعليق