
إنزاجي لا يتعلم.. الكرات الثابتة تنقذ الهلال “مكسور الجناح” من ريمونتادا السد (تحليل)

لم يتعلم الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق الهلال، من أخطائه في المباريات الكبرى، فأعاد تكرارها، وكادت أن تكلفه الكثير، لولا سلاح الركلات الثابتة الذي حسم له موقعة السد.
الهلال حقق فوزًا صعبًا على السد بنتيجة 3-1، خلال المباراة التي جمعت بينهما، اليوم الثلاثاء، على ملعب المملكة أرينا، في الجولة الثالثة من مرحلة الدوري، ضمن منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة.
ورغم أن الهلال تقدم بهدفين في الشوط الأول، لكن السد كان قريبًا من العودة خلال النصف الثاني من المباراة، ولم يمنعه من ذلك سوى التسلل، قبل أن تقضي الكرات الثابتة لـ”الزعيم” على تلك المحاولات.
أدوار جديدة
دخل الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق الهلال، بنفس طريقة اللعب التي خاض بها المباراة الأخيرة في الدوري السعودي، ضد الاتفاق، والتي حسمها بخماسية نظيفة.
غير أنه عمد إلى بعض التغييرات على مستوى اللاعبين، فمنح المدافع التركي يوسف أكتشيشيك فرصة المشاركة أساسيًا على حساب حسان تمبكتي، بجوار كاليدو كوليبالي وروبين نيفيز.
وواصل إنزاجي الاعتماد على ثيو هيرنانديز كظهير أيسر، في ظل القوة الهجومية الكبيرة التي يمنحها في تلك الجبهة، لا سيما مع غياب نجم الفريق سالم الدوسري، وهو ما يجعل من الصعب التفريط فيه.
لكن الجبهة اليمنى شهدت تغييرًا بإشراك متعب الحربي لتعويض حمد اليامي المصاب، لا سيما في ظل غياب الظهير البرتغالي جواو كانسيلو بسبب الإصابة أيضًا.
وأقحم المدرب الإيطالي اللاعب محمد كنو في وسط الملعب، بدلًا من ناصر الدوسري، إلى جوار سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، مع ميل كل واحد منهما لجبهة من الجبهات، وتغطيتهما بتقدم روبين نيفيز للأمام.
هجوميًا، ظل ماركوس ليوناردو هو رأس الحربة، لكن تغير الجناحان بمشاركة البرازيلي الآخر كايو سيزار على حساب مواطنه مالكوم، وعبدالله الحمدان على حساب المهاجم الأوروجواياني داروين نونيز.
الهلال مكسور الجناح
هذان التغييران كانا مؤثرين سلبيًا بشكل كبير على الهلال، سواءً على مستوى الهجومي، أو حتى من الجانب الدفاعي.
عانى الهلال بشكل واضح طوال المباراة من عدم قدرته على تشكيل أي خطورة هجومية، سوى من الجهة اليسرى، بفضل انطلاقات الظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز.
كايو سيزار لاعب يلازم الخط بشكل كبير، على عكس مالكوم الذي يستطيع الانطلاق للداخل، واختراق دفاعات الخصم، سواء لتسجيل الأهداف، أو لتقديم التمريرات الحاسمة.
ومع لعب سيزار أمام متعب الحربي، الذي يلعب أساسًا كظهير أيسر، ولا يجيد استخدام قدمه اليمنى، أصبحت هذه الجبهة في خبر كان هجوميًا وإن كانت الأقوى على المستوى الدفاعي.
ولم تظهر أي خطورة هلالية من الجبهة اليمنى سوى من خلال تحركات لاعب الوسط الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش داخل منطقة الجزاء، وتلقيه الكرات القطرية من الجبهة اليسرى.
هجوم منقوص
لكن حتى خطورة الجبهة اليسرى لم تكتمل، بسبب عبدالله الحمدان الذي لم يتمكن من فعل ما فعله داروين نونيز في مباراة الاتفاق.
الجبهة اليسرى امتلكت الكثافة الهجومية، حيث كان ثيو هيرنانديز ينطلق للأمام بشكل مستمر، ويعاونه عبدالله الحمدان، بالإضافة إلى ميل لاعب الوسط محمد كنو لها، كما كان يفعل ناصر الدوسري.
لكن الحمدان فشل فيما أراده منه إنزاجي، وهو أن يكون مهاجمًا ثانيًا من الجبهة اليسرى، يعود للمساندة الدفاعية منها، ثم ينطلق ليكون مهاجمًا ثانيًا بجوار ماركوس ليوناردو عند امتلاك الكرة.
وقوف الحمدان على الخط حول امتلاك الكرة في تلك الجبهة إلى استحواذ سلبي بالنسبة للهلال، فلم تكتمل منها خطورة حقيقية على مرمى السد سوى في لقطات محدودة.
الكرات الثابتة هي الحل
وأمام هذا العجز الهجومي، لم يجد الهلال طريقًا إلى مرمى السد سوى من الركلات الثابتة التي سجل منها أهدافه الثلاثة.
الهدف الأول جاء من ركلة حرة رفعها ثيو هيرنانديز داخل منطقة الجزاء، ثم استغل يوسف أكتشيشيك حالة الدربكة التي حدثت داخل منطقة الجزاء، ليسدد الكرة داخل شباك السد.
أما الهدف الثاني فجاء من ركلة ركنية رفعها روبين نيفيز، وحولها كاليدو كوليبالي بصدره إلى داخل الشباك القطرية.
وواصل سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش لعب دور المنقذ في الهلال، بعدما سجل الهدف الثالث من ركلة حرة سددها مباشرة داخل شباك السد بطريقة رائعة.
لا عفيف لا فيرمينو
في الشوط الأول، بدا واضحًا تفوق الهلال على السد، وسيطرته على كل مفاتيح لعبه، وفي مقدمتهم الثنائي أكرم عفيف وروبرتو فيرمينو.
عفيف وبوبي يتميزان بشكل أكبر في المساحات التي تتواجد بين خطي الدفاع والوسط، وهي التي أغلقها إنزاجي بشكل كامل، من خلال تحركات روبين نيفيز في تلك المساحة.
حتى في اللقطات القليلة التي سنحت لفيرمينو فيها الفرصة للحصول على الكرة بتلك المساحة، لم يجد المساعدة الكافية من لاعبي السد لتشكيل خطورة على مرمى الهلال، واحتفظ بالكرة أكثر من اللازم، حتى فقدها.
أما أكرم عفيف، فقد كان حبيسًا في الجبهة اليمنى للهلال، في ظل عدم تقدم الظهير متعب الحربي للهجوم، وهو ما جعل المساحات التي يحتاجها لصناعة الخطورة اللازمة غير موجودة.
نقطة ضعف
غياب عفيف وفيرمينو هجوميًا قتل خطورة السد في الشوط الأول، ولم تتحقق الخطورة سوى بلمسات فردية من الثنائي كلاودينيو وجيوفاني، من الناحية اليسرى للهلال، خلف المساحات التي تركها ثيو هيرنانديز.
الإسباني سيرحيو أليجري، المدير الفني لفريق السد، فطن إلى تلك النقطة مع بداية الشوط الثاني، فحول هجومه إلى الجهة اليسرى للهلال، مستغلًا التقدم المستمر للظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز.
ووجه أليجري نجمه أكرم عفيف للانتقال إلى الجبهة اليمنى في الشوط الثاني، لاستغلال تلك المساحات والتخلص من الرقابة المفروضة عليه من متعب الحربي.
ما ساعد المدرب الإسباني على ذلك هو التراجع المعتاد الذي لجأ إليه إنزاجي مع بداية الشوط الثاني، كما يفعل دائمًا بعد كل تقدم، وترك الكرة للسد بشكل أكبر، ما زاد من قدرة لاعبيه على صناعة المزيد من الفرص.
وأسفر هذا في النهاية عن هدفين للسد، كلاهما من الانطلاق في المساحات الخالية بالجبهة اليسرى للهلال، الأول سجله فيرمينو، والثاني سجله أكرم عفيف، غير أن الأخير تم إلغاؤه بسبب التسلل.
إنزاجي لا يتعلم
في نهاية الشوط الثاني، قرر إنزاجي تكثيف الدفاع، بإشراك علي لاجامي كمدافع ثالث، وتقديم روبين نيفيز إلى المنتصف ليكون اللاعب الثالث، فيما شارك داروين نونيز ليكون مهاجمًا وحيدًا، بعد إقصاء ماركوس ليوناردو وعبدالله الحمدان.
ورغم تحقيق الفوز مجددًا، فإن إنزاجي لا يزال يعاني من الميل للتراجع دفاعيًا عقب التقدم، وهو ما يُفسح المجال للخصوم لتهديد مرماه بشكل مستمر، ومن ثم القدرة على التسجيل وقلب الطاولة في نهاية المطاف.
هذا السيناريو ذاقه المدرب الإيطالي بأسوأ شكل عندما تقدم على الأهلي بثلاثية نظيفة في الدوري السعودي، ثم قلب “الراقي” الطاولة وسجل 3 أهداف في أقل من ربع ساعة، متسغلًا تراجع الهلال.
وكاد إنزاجي أن يذوق من تلك الكأس مجددًا، عندما سجل أكرم عفيف هدفًا ثانيًا للسد، كان كفيلًا بتحقيق التعادل بعد التأخر 0-2، لكن التسلل حال دون ذلك.
ولم ينقذ المدرب الإيطالي من هذا السيناريو سوى الركلات الثابتة التي سجل منها فريقه أهدافه الثلاثة، لا سيما الثالث الذي سجله سافيتش من ركلة حرة في الوقت الذي كان فيه السد قريبًا من التعديل.
صحيح أن الهلال لعب بعد ذلك على الهجمات المرتدة، وشكل منها خطورة حقيقية على مرمى السد، وحصل على ركلة جزاء كاد أن يسجل منها الهدف الرابع، غير أن ذلك كله كان من الممكن ألا يحدث لو اُحتسب الهدف الثاني للسد بسبب التراجع.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق