
الاستقلال يعاقب الوحدات.. ونجم المغرب يسرق الأضواء

المارد الأخضر في أزمة نتائج.. لكن الأمل لم يمت بعد
تلقى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الوحدات الأردني هزيمة جديدة موجعة خارج أرضه أمام الاستقلال الإيراني بهدفين دون رد، مساء اليوم الأربعاء، ضمن منافسات الجولة الثالثة للمجموعة الأولى من بطولة دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، في لقاء احتضنه ملعب المدينة الرياضية في طهران وسط حضور جماهيري كبير.
جاءت المباراة لتؤكد تراجع نتائج المارد الأخضر في البطولة القارية، بعدما واصل نزيف النقاط للمباراة الثالثة على التوالي، ليبقى في ذيل ترتيب مجموعته دون أي نقطة، ويُعقّد مهمته في بلوغ الدور الإقصائي.
بدأت المواجهة بسيطرة إيرانية واضحة منذ الدقائق الأولى، إذ دخل لاعبو الاستقلال المباراة بعزيمة هجومية كبيرة، مستفيدين من دعم جماهيرهم الغفيرة. ولم ينتظر الفريق المضيف كثيرًا حتى افتتح التسجيل في الدقيقة الثامنة عن طريق النجم المغربي منير الحدادي، الذي تابع كرة مرتدة من الحارس عبد الله الفاخوري، بعد تصديه لتسديدة قوية من الألباني جاسر أساني، ليودع الحدادي الكرة بهدوء في الشباك معلنًا التقدم المبكر.
حاول الوحدات امتصاص الحماس الإيراني بعد الهدف، لكنه واجه صعوبة كبيرة في الخروج بالكرة من مناطقه تحت ضغط عالٍ من لاعبي الاستقلال. ورغم محاولات الفريق الأردني لاستعادة التوازن، إلا أن الخطورة غابت تمامًا عن مرمى أصحاب الأرض طوال فترات الشوط الأول.
وفي الدقيقة 44، عاد منير الحدادي ليصنع الفارق مجددًا، بعدما أرسل تمريرة عرضية متقنة إلى زميله جاسر أساني، الذي قابلها بتسديدة قوية في الشباك، مضاعفًا النتيجة ومؤكدًا أفضلية الفريق الإيراني قبل الاستراحة.
محاولات غير مكتملة وطردان في شوط ثانٍ مشحون
مع بداية الشوط الثاني، حاول مدرب الوحدات جمال محمود تنشيط الجبهة الهجومية، فأشرك النيجيري جونيور أجايي بدلاً من أحمد هيكل، كما دفع بـمحمد خلان مكان مهند سمرين، على أمل إحداث التوازن الهجومي المطلوب. وبالفعل تحسن الأداء نسبياً، وبدأ الفريق الأردني في مبادلة خصمه الهجمات، لكن اللمسة الأخيرة ظلت غائبة.
وفي الدقيقة 62، تلقى الوحدات ضربة موجعة بطرد لاعبه عرفات الحاج بعد تدخل قوي في منتصف الملعب، مما صعّب مهمة العودة في اللقاء. ورد الاستقلال بعد دقائق قليلة بطرد لاعبه علي رضا كوشكي في الدقيقة 65 إثر تدخل عنيف، لتتساوى الكفتان عددياً.
ورغم التبديلات التي أجراها الطرفان، إذ دفع جمال محمود بدانيال عفانة بدلاً من أحمد ثائر، فيما أشرك مدرب الاستقلال الثلاثي إسماعيل غوليزادة وداكنز نازون ومحمد إسلامي، فإن النتيجة لم تتغير حتى صافرة النهاية، لتنتهي المباراة بفوز ثمين للاستقلال أعاد له الأمل في المنافسة على بطاقتي التأهل.
موقف معقد في جدول الترتيب
بهذه النتيجة، تجمد رصيد الوحدات عند صفر من النقاط بعد ثلاث هزائم متتالية أمام الوصل الإماراتي (1-2)، والمحرق البحريني (0-4)، وأخيرًا الاستقلال الإيراني (0-2).
ويقبع الفريق الأردني في المركز الرابع والأخير للمجموعة الأولى، في حين حصد الاستقلال أول ثلاث نقاط له في البطولة بعد خسارته في أول مباراتين، ليصعد إلى المركز الثالث.
وتتقلص بذلك حظوظ الوحدات في المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور المقبل، إذ بات مطالبًا بتحقيق الفوز في جميع مبارياته المتبقية وانتظار تعثر المنافسين، وهو سيناريو يبدو معقدًا في ظل الأداء الحالي للفريق.
من بداية واعدة إلى تراجع مؤلم
عندما تولى جمال محمود القيادة الفنية للوحدات قبل انطلاق البطولة، بدا الفريق في طريقه لاستعادة بريقه القاري، حيث أظهر انضباطًا دفاعيًا وتحسنًا تكتيكيًا لافتًا في أولى المباريات، ما جعل جماهير “المارد الأخضر” تأمل بعودة قوية للفريق على الساحة الآسيوية.
لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، فبعد الأداء المشجع في الافتتاح، تعرض الوحدات لتراجع ملحوظ في المستويات والنتائج. ويُرجع كثير من المحللين هذا الانحدار إلى الأخطاء الدفاعية الفردية، وضعف التركيز في اللحظات الحاسمة، إلى جانب تراجع اللياقة البدنية خلال الدقائق الأخيرة من المباريات.
ورغم التنظيم الجيد الذي فرضه الجهاز الفني، فإن غياب الفاعلية الهجومية ظل الهاجس الأكبر للفريق، في ظل افتقاده للمهاجم القادر على استغلال أنصاف الفرص وتحويلها إلى أهداف.
تصريحات المدرب وردود الفعل
وفي تصريحات عقب المباراة، أكد جمال محمود أن فريقه «لم يفقد الأمل بعد وسيواصل القتال حتى آخر لحظة.. نمرّ بمرحلة بناء وتطوير تحتاج إلى الصبر والدعم الجماهيري. قدمنا أداءً جيدًا في فترات من اللقاء، لكن التفاصيل الصغيرة هي التي حسمت النتيجة».
ورفض محمود تحميل اللاعبين المسؤولية الكاملة عن الخسارة، مشددًا على أن الفريق في طور التكوين وأن الانسجام سيزداد مع مرور الوقت. كما وعد بتصحيح الأخطاء الدفاعية والتركيز على تحسين النجاعة الهجومية في المباريات المقبلة.
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد عبّرت جماهير الوحدات عن خيبة أملها من نتيجة اللقاء، لكنها جددت ثقتها في جمال محمود، معتبرة أنه الرجل المناسب لقيادة المرحلة الحالية رغم الظروف الصعبة التي يمر بها النادي من ضغوط مالية وتعدد المشاركات المحلية والقارية.
وطالبت الجماهير إدارة النادي بضرورة تدعيم صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات المقبلة، خاصة في مركزي قلب الدفاع والمهاجم الصريح، مع الإبقاء على الاستقرار الفني والإداري لتمكين الفريق من العودة تدريجيًا إلى مستواه المعهود.
بصيص الأمل ما زال قائمًا
ورغم تقلص حظوظ الوحدات في التأهل، فإن الأمل لم يتبدد تمامًا. فالفريق ما زال يملك فرصة نظرية في حال فوزه في الجولات المقبلة وتعثر منافسيه. ويعتمد ذلك على قدرة اللاعبين على تجاوز آثار الخسائر المتتالية واستعادة الثقة بأنفسهم.
يبقى الوحدات، رغم الصعوبات، أحد أعمدة الكرة العربية والآسيوية التي تمثل الالتزام والعزيمة في مختلف البطولات، إذ يملك تاريخًا حافلًا في المنافسة على المستوى القاري. ويرى المتابعون أن مشروع جمال محمود لم ينته بعد، وأن الفريق قادر على النهوض مجددًا إذا ما توفرت له الظروف المناسبة والدعم المطلوب.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق