بعد تحقيق الحلم.. محمد الخليفة يُنهي أجمل فصول قصة الخلود
في عالم كرة القدم، لا تُقاس الإنجازات فقط بعدد الألقاب، بل أحيانًا بقوة الرحلة، وبمدى التحديات التي تم تجاوزها للوصول إلى القمة.
ومن بين الرحلات الفريدة المرتبطة بالمستطيل الأخضر، تبرز قصة محمد الخليفة، رئيس نادي الخلود، الذي قاد فريقه في واحدة من أكثر المراحل إثارة وإلهامًا في تاريخ الكرة السعودية، من دوري الهواة إلى دوري المحترفين.
البدايات الصعبة تصنع الأبطال
في 2015، كان محمد الخليفة نائبا للرئيس، وقد عمل في مناصب إدراية عدة منها الإشراف على فريق الكرة، ولكن حين تولى رئاسة نادي الخلود في 2023، لم يكن الفريق سوى نادٍ مغمور ينافس في دوري الدرجة الثالثة، بعيدًا عن الأضواء، ويعاني من ضعف الموارد وانعدام التغطية الإعلامية.
لكن، الخليفة جاء برؤية مختلفة، تؤمن بالعمل التدريجي وتقدّر قيمة التخطيط طويل المدى، ليبدأ مشروعًا حقيقيًا غيّر مسار النادي بالكامل.
أولى خطوات النجاح
كانت أولى محطات النجاح في موسم 2017–2018، عندما نجح نادي الخلود في الصعود من دوري الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية، في لحظة وُصفت حينها بأنها “حلم تحقق” لأبناء الرس. لم تكن تلك الخطوة سوى البداية، حيث واصل الفريق رحلة التدرج بثبات.
وفي موسم 2020–2021، تحقق إنجاز جديد بصعود الفريق إلى دوري يلو (الدرجة الأولى)، في أول ظهور له على مستوى الدرجات العليا في تاريخه.
وكان هذا الصعود ثمرة للاستقرار الإداري والتخطيط الفني المتقن، بقيادة محمد الخليفة الذي ظل يؤمن بأن الوصول إلى دوري المحترفين ليس مستحيلًا.
الحلم يتحول إلى حقيقة
بعد موسمين من العمل والتطوير في دوري “يلو”، جاء موسم 2023–2024 ليحمل أعظم إنجاز في تاريخ الخلود، بتحقيق الصعود الرسمي إلى دوري روشن السعودي للمحترفين، كوصيف لدوري “يلو”، عقب فوزه الكبير على الصفا بخمسة أهداف مقابل هدف.
لحظة تاريخية دخل بها الخلود إلى مصاف الكبار، في قصة تشبه ما حققته بعض الأندية الأوروبية من صعود قياسي.
لكن الخليفة لم يكتف بالصعود، بل واصل المشروع، وقاد الفريق في موسم 2024–2025 إلى ضمان البقاء في دوري روشن، في إنجاز لا يقل أهمية عن الصعود ذاته، خاصة في ظل المنافسة القوية وفارق الإمكانيات بين الخلود وبقية أندية الدوري.
نهاية مرحلة.. وبداية مشروع جديد
بعد نهاية موسم 2024–2025، وبعد أن أكمل المهمة بنجاح، أعلن نادي الخلود عن نهاية فترة رئاسة محمد الخليفة، بالتزامن مع استحواذ شركة أمريكية على النادي، في خطوة جديدة ضمن مشروع الخصخصة والتحول الاستثماري في الرياضة السعودية.
وهكذا يسدل محمد الخليفة الستار على فصل استثنائي من مسيرته، تاركًا خلفه ناديًا بدأ من الهواة، وانتهى منافسًا بين الكبار.
إرسال التعليق