×

مباريات اليوم

بيريز وحيد في المعركة.. هل ينتقم من لابورتا في الكلاسيكو؟

في مشهد درامي يعيد تشكيل خريطة التحالفات في كرة القدم الأوروبية، تحولت صداقة العمل بين رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا، ونظيره في ريال مدريد فلورنتينو بيريز، إلى مواجهة سياسية وإدارية ساخنة.

كان الاثنان حتى الأمس القريب حليفين في معركة كبرى ضد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، لكن سلسلة من الأحداث – من مشروع دوري السوبر الأوروبي وصولًا إلى فضيحة نيجريرا – مزقت تلك الوحدة.

ومع اقتراب مواجهة الكلاسيكو بين الفريقين، الأحد المقبل، طغت أجواء التوتر والخيانة على المشهد، لتنعكس سياساتهما المتصارعة على المستطيل الأخضر بشكل غير مسبوق.

التحالف في مشروع السوبر الأوروبي

بدأت الحكاية بتحالف غير متوقع بين لابورتا وبيريز في مشروع دوري السوبر الأوروبي.. في أبريل/ نيسان 2021، وقف الرئيسان جنبا إلى جنب مع مجموعة من كبار أوروبا لإطلاق بطولة انفصالية تهدد هيمنة “يويفا”.

ورغم انهيار المشروع في مهده، تمسّك بيريز ولابورتا بالفكرة بإصرار نادر، وأبقيا شعلة السوبرليج متقدة حين انسحبت بقية الأندية، حيث وجد كل منهما في الآخر شريكا يتقاسم التذمر من سياسات اليويفا والرغبة في زيادة عوائد الأندية الكبيرة، وظل برشلونة وريال مدريد إلى جانب يوفنتوس آخر المتمسّكين بالحلم الذي هز عرش الاتحاد الأوروبي.

لكن هذا التحالف المتين سرعان ما بدأت تصدعاته بالظهور تحت وطأة تطورات مفاجئة خارج ملعب الكرة.

قضية نيجريرا

جاءت قضية نيجريرا لتشعل فتيل الخلاف بين الحليفين. تفجرت فضيحة مدوية أوائل عام 2023 باتهام برشلونة بدفع أموال لنائب رئيس لجنة الحكام السابقة خوسيه ماريا نيجريرا نظير “استشارات تحكيمية”.

حينها اتخذ ريال مدريد موقفًا صارمًا فاجأ برشلونة؛ إذ سارع مجلس بيريز القانوني للانضمام كطرف مدعٍ في القضية مطالبا بأقصى العقوبات بحق النادي الكتالوني.

شعر لابورتا بطعنة في الظهر؛ فبدل التضامن التقليدي بين العملاقين في أزمات كهذه، اختار بيريز الاصطفاف مع خصوم برشلونة. وردّ رئيس النادي الكاتالوني بهجوم لاذع، واصفا ريال مدريد بأنه “نادي النظام” الذي حظي تاريخيا بدعم التحكيم والسلطة.

من التمرد إلى المصالحة

على وقع تصاعد الخلافات وبعد صدمة موقف ريال مدريد في قضية نيجريرا، بدأ لابورتا يعيد حساباته بشأن جدوى استمرار تحالفه غير المعلن مع بيريز ضد “يويفا”.

ووجد رئيس برشلونة نفسه محاصرا بالضغوط من كل صوب: خطر عقوبات أوروبية ثقيلة على ناديه بسبب مخالفات اللعب المالي النظيف، وتململ داخل البيت الكتالوني نفسه من مغامرة دوري السوبر.

وأدرك لابورتا أنه لا يمكنه القتال على جبهتين؛ فمن جهة معركة قضائية وإعلامية مع ريال مدريد محليا، ومن جهة أخرى حرب باردة مع “يويفا” أوروبيا.

وهكذا اختار نهجًا براجماتيًا يقوم على التهدئة والمصالحة التدريجية مع خصوم الأمس، وقد بدأت نبرة لابورتا العلنية تجاه دوري السوبر تتغير رويدا رويدا بعد أعوام من الخطاب المتشدد.

ولم تمضِ فترة طويلة حتى جاءت بوادر التحول الكبير: لقاءات خلف الكواليس وترتيبات لعقد اجتماعات مع شخصيات كانت تعتبر عدوا بالأمس.

ماذا جرى في لقاء روما؟

بلغ التحول ذروته مع اجتماع روما الشهير، حيث تلقى لابورتا دعوة من ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان ورئيس رابطة الأندية الأوروبية، لحضور اجتماع للرابطة في روما – خطوة بدت أشبه باقتحام معسكر الخصم.

هناك، صافح لابورتا أبرز وجوه المؤسسة الكروية الرسمية التي حاربها طويلا، مشهد احتضان لابورتا لألكسندر تشيفرين رئيس “يويفا”، على هامش ذلك اللقاء رمز لانقلاب المواقف، وأثار ضجة في إسبانيا حيث وُصف بأنه أنهى تحالفه مع بيريز فعليا.

وخرج لابورتا ليصف تقاربه مع “يويفا” بأنه ضرورة لـ”بناء الجسور”، مؤكدا أنه أبلغ بيريز شخصيًا بتحوّل موقفه. كان هذا بمثابة إعلان صريح لفك الارتباط بين الناديين في ملف السوبرليج، وترك بيريز وحيدا في القتال.

ولم يكن اجتماع روما سوى خطوة أولى في صفحة جديدة من علاقة برشلونة بالاتحاد الأوروبي.. تلاه تفاهمات خفية أثمرت نتائج ملموسة: ففي خضم التوترات، كان برشلونة يواجه خطر غرامة تصل إلى 60 مليون يورو من “يويفا” بسبب تجاوزات اللعب المالي النظيف، لكن بفضل دبلوماسية لابورتا واتصالاته المباشرة مع تشيفرين، تقلّصت العقوبة إلى 15 مليون يورو فقط.

هذا التخفيض الكبير في العقوبة أثار همسًا حول صفقة خلف الستار: هدنة من برشلونة وتخلٍ عن مشروع السوبر مقابل تساهل مالي من اليويفا، وسواء أكانت هناك صفقة فعلية أم لا، فقد اتضحت حقيقة جديدة على الأرض: لابورتا قرر أن مستقبل ناديه أكثر أمنا تحت مظلة اليويفا منه في خندق العزلة مع بيريز.

الأكثر إثارة أن “يويفا” نفسه بدأ يتبنى بعض أفكار ثورة السوبرليج.. تقارير عديدة كشفت عن خطط قيد الدراسة لتعديل دوري أبطال أوروبا بحلول 2027، تتضمن زيادة المباريات الكبيرة بنظام أشبه بالدوري، أي أن جوهر ما نادى به بيريز قد يتحقق ولكن تحت راية الاتحاد الأوروبي وليس كمشروع مستقل له.

وبينما عاد برشلونة للمشاركة في صياغة المستقبل داخل البيت الأوروبي، وبقي ريال مدريد معزولا بلا حلفاء، أصبح بيريز يبدو كرجل يرفض التخلي عن الماضي، يتمسّك بمشروع فقد كل داعميه تقريبا.. أما لابورتا فتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل، ضامنا مقعدا لناديه على طاولة صناعة القرار القاري.

تداعيات الخيانة

مع كل هذه التطورات خلف الكواليس، كان لا مفر أن تنعكس التوترات على مواجهة الكلاسيكو الشهيرة بين برشلونة وريال مدريد، وبحلول مايو/ أيار 2025، حين تقابل الفريقان في الدوري على ملعب برشلونة المؤقت بـ”مونتجويك”، كانت العلاقة بين الرئيسين في أسوأ حالاتها.

ورغم نفي الناديين وجود قطيعة رسمية، فإن الحذر بات سيّد الموقف.. صحيح أن العلاقات المؤسسية تستمر ظاهريا في ملفات كبرى مثل الدفاع المشترك عن فكرة السوبرليج المتبقية والاعتراض على قيود رابطة الدوري الإسباني، لكن الودّ القديم تبدد.

وداخل المستطيل الأخضر، خيّم الشعور بأن الكلاسيكو لم يعد مجرد صراع كروي بل تحول إلى امتداد لصراع إداري وسياسي بين المعسكرين.

جمهور الفريقين ووسائل الإعلام تناولوا اللقاء بعدسة مختلفة هذه المرة: ماذا يعني انتصار برشلونة في ظل هذه المعطيات؟ وكيف سيؤثر انتصار ريال مدريد على معركة كسر العظم الدائرة خارج الملعب؟

في النهاية، سيجسّد الكلاسيكو فصلا جديدًا من رواية التحالف والخيانة بين لابورتا وبيريز.. هي رواية تجمع بين الصداقة والمصلحة، بين السياسة والرياضة، تلاعب فيها الطرفان بأوراق القوة حتى انقلبت الطاولة.

وبينما تسجل نتيجة المباراة في سجلات “الليجا”، سيظل الأهم أنها كشفت عمق الشرخ بين عملاقي إسبانيا.

Source link

"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.

إرسال التعليق

ربما قد فاتك