
بينيتيز على أعتاب تجربة تدريبية جديدة

بعد انتظار دام نحو 19 شهراً بعيداً عن التدريب، يبدو أن رافاييل بينيتيز في طريقه للعودة إلى مقاعد البدلاء من جديد، وهذه المرة في تجربة جديدة كلياً في الدوري اليوناني الممتاز.
المدرب الإسباني المخضرم، البالغ من العمر 65 عاماً، بات على وشك توقيع عقد مع نادي باناثينايكوس، وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل“، ليصبح الفريق رقم 17 في مسيرته الطويلة والمتنوعة التي قاد خلالها عدداً من أكبر أندية أوروبا.
آخر تجربة تدريبية لبينيتيز كانت مع نادي سيلتا فيجو الإسباني، الذي أقيل منه في الثاني عشر من مارس/آذار العام 2024 بعد سلسلة من النتائج السلبية، إذ حقق الفريق تحت قيادته خمسة انتصارات فقط من أصل 28 مباراة في الدوري الإسباني، ليترك الفريق وقتها على بعد نقطتين فقط من مراكز الهبوط.
ومنذ ذلك الحين، بقي بينيتيز بعيداً عن الأضواء، مكتفياً بمتابعة تطورات كرة القدم الأوروبية من الخارج، وسط ترقب من الجماهير لمعرفة وجهته المقبلة.
وجهة جديدة في أرض الإغريق
وبحسب تقارير صحفية من اليونان، فإن إدارة نادي باناثينايكوس توصلت إلى اتفاق مبدئي مع بينيتيز لتولي تدريب الفريق بعقد يمتد لعامين.
وسيكون الدوري اليوناني سابع بطولة مختلفة يخوض فيها المدرب الإسباني تجربة تدريبية بعد محطات في إسبانيا، إنجلترا، إيطاليا، ألمانيا، والصين، ليضيف بذلك بلداً جديداً إلى خريطة مسيرته المتنوعة.
الفريق اليوناني العريق، الذي يُعد أحد الأقطاب التاريخية لكرة القدم في البلاد إلى جانب أولمبياكوس وآيك أثينا، يعيش فترة من التذبذب في الأداء خلال الموسم الحالي، إذ يحتل المركز السابع في جدول ترتيب الدوري اليوناني المكون من 14 فريقاً، برصيد تسع نقاط بعد ست مباريات فقط، متأخراً بثماني نقاط عن المتصدر باوك سالونيكا، لكن مع مباراة مؤجلة قد تتيح له فرصة تحسين مركزه.
عقد قياسي وتفاصيل المفاوضات
ووفقاً لصحيفة “دي تيليجراف” الهولندية، فإن المفاوضات بين بينيتيز وإدارة باناثينايكوس جرت في العاصمة البريطانية لندن مساء الأحد الماضي، بحضور رئيس النادي ياني ألافوزوس، وتم خلالها الاتفاق على معظم بنود العقد الذي وُصف بأنه الأضخم في تاريخ كرة القدم اليونانية.
وسيحصل بينيتيز بموجب العقد الجديد على راتب سنوي يبلغ 3.47 مليون جنيه إسترليني، ليصبح بذلك أعلى مدرب أجرا في تاريخ الدوري اليوناني. هذا الرقم يعكس طموح إدارة باناثينايكوس في إعادة الفريق إلى منصات التتويج المحلية والقارية، واستعادة بريقه الأوروبي الذي خبا خلال السنوات الماضية.
ورغم اكتمال الاتفاق تقريباً، إلا أن بينيتيز طلب من مسؤولي النادي تأجيل تسلمه للمهام الفنية الرسمية لبضعة أيام حتى ينتهي من ترتيب انتقاله إلى العاصمة أثينا، ما يعني أنه لن يتواجد على مقاعد البدلاء في مباراة الفريق المقبلة ضمن بطولة الدوري الأوروبي أمام فينورد الهولندي يوم الخميس.
فان بيرسي يتنفس الصعداء
هذا التأجيل لاقى صدى في هولندا، حيث علق مدرب فينورد روبن فان بيرسي – أسطورة آرسنال ومانشستر يونايتد السابق – على الأمر قائلاً إنه يشعر بالارتياح لأن بينيتيز لن يقود باناثينايكوس في المواجهة الأوروبية المرتقبة اليوم الخميس بالدوري الأوروبي.
وقال فان بيرسي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام هولندية: “لقد درسنا باناثينايكوس جيداً ووضعنا خطة متكاملة لمواجهته بناءً على أسلوب المدرب المؤقت الذي يقود الفريق حالياً. لو كان بينيتيز قد تولى المهمة قبل المباراة، لكانت كل الاحتمالات مفتوحة، لأن وجوده كان سيغير من طريقة اللعب بالكامل. بصراحة، أنا سعيد بأنه لم يبدأ بعد، لأن ذلك يجعل تحضيرنا للمباراة أكثر وضوحا”.
رحلة بينيتيز التدريبية، التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، شهدت العديد من المحطات المضيئة واللحظات الخالدة في ذاكرة كرة القدم الأوروبية. فمنذ بداياته في أكاديمية ريال مدريد، مروراً بتجربته التاريخية مع فالنسيا حيث قاده للفوز بلقب الدوري الإسباني مرتين (2002 و2004) وكأس الاتحاد الأوروبي (اليوروبا ليج حالياً)، وصولاً إلى ليفربول الذي حقق معه مجدا أوروبيا خالدا عندما قاد “الريدز” للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا العام 2005 في المباراة التاريخية أمام ميلان بعد “ريمونتادا إسطنبول” الشهيرة.
بعد ليفربول، خاض بينيتيز محطات متتالية مع إنتر ميلان حيث فاز بكأس العالم للأندية، ثم تشيلسي الذي حقق معه لقب الدوري الأوروبي، قبل أن يتولى تدريب نابولي وريال مدريد ونيوكاسل يونايتد وإيفرتون لاحقا.
وعلى الرغم من أن فترته الأخيرة في إسبانيا مع سليتا فيجو لم تكن ناجحة، إلا أن سجله التدريبي ما زال يضعه ضمن نخبة المدربين الذين تركوا بصمة في مختلف البطولات الكبرى.
باناثينايكوس يبحث عن المجد الضائع
بالنسبة إلى باناثينايكوس، فإن التعاقد مع مدرب بحجم وخبرة بينيتيز يمثل خطوة جريئة نحو إعادة بناء الفريق وإعادته إلى قمة كرة القدم اليونانية. النادي الذي يمتلك تاريخاً أوروبياً عريقاً – إذ بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا العام 1971 – يسعى لاستعادة مكانته القارية بعد سنوات من الغياب عن الأدوار المتقدمة في المسابقات الأوروبية.
وتأمل جماهير النادي أن ينجح بينيتيز في تحقيق التوازن المطلوب بين الواقعية الدفاعية التي عُرف بها طوال مسيرته، وبين لمسته التكتيكية التي جعلته أحد أبرز العقول التدريبية في العقدين الأخيرين.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق