بين إهدار الأموال والتصحيح.. كيف تؤثر “ثورة رونالدو” على مستقبل النصر؟
لم تكن رحلة النصر بعد قدوم كريستيانو رونالدو مجرد انتقال لاعب أسطوري إلى الدوري السعودي، بل أشبه بزلزال هزّ أركان النادي وقلب موازين الطموحات.
فمنذ لحظة دخوله، انطلقت “ثورة رونالدو” محمّلة بوعود المجد والبطولات، لكنها سرعان ما اصطدمت بواقع أليم، مليء بالصعوبات والإخفاقات التي لا حصر لها.
رونالدو (40 عامًا)، الذي صال وجال في الملاعب الأوروبية، وكتب تاريخًا لا يُنسى بقمصان أندية عريقة، لم ينجح حتى هذه اللحظة في الصعود لمنصات التتويج المحلية أو القارية رفقة النصر.
ثورة نارية
ذلك التراجع دفع “صاروخ ماديرا” للقيام بثورة نارية داخل الفريق عقب نهاية الموسم الماضي، قبل فتح ملف تجديد عقده.
وربط “الدون” تجديد عقده بثورة داخل الفريق تتضمن غربلة العديد من العناصر المحلية والأجنبية، بجانب التعاقد مع صفقات جديدة، ومدرب يواكب طموحاته.
وبالفعل استجابت إدارة النصر، لمطالب النجم البرتغالي، وأقالت الإيطالي ستيفانو بيولي، وتعيين جورجي جيسوس الذي تواصل معه قبل القدوم إلى العالمي.
فضلاً عن التخلص من الكولومبي جون دوران على سبيل الإعارة، وسبقه البرازيلي أندرسون تاليسكا في يناير/كانون ثان 2025، بالإضافة الإسباني إيمريك لابورت.
هذا وبالإضافة لقرار جيسوس المتمثل في الإطاحة بالبرتغالي أوتافيو مونتيرو، بجانب عناصر محلية تمثلت في سالم النجدي ومحمد آل فتيل ومحمد مران ومشاري النمر وعبد المجيد الصليهم.
تصحيح مسار
بعد ترتيب الأوراق داخل الفريق، نجحت الإدارة في استقطاب البرتغالي جواو فيليكس والفرنسي كينجسلي كومان والإسباني إنيجو مارتينيز، وعبد الملك الجابر، بجانب نادر الشراري وسعد الناصر وهارون كمارا.
كل هذه الأسماء جاءت لتصحيح المسار، وسد احتياجات الفريق، ولعل أبرزها الخط الخلفي، بوجود مارتينيز بجانب الفرنسي محمد سيماكان، وسعد الناصر بمركز الظهير الأيسر، بعد سلسلة من الأزمات عاشها العالمي في هذا الجانب.
غيتي الصور
فضلاً عن وجود كومان كجناح أيمن لتعويض رحيل تاليسكا، مع الزج بفيليكس خلف رونالدو، وعلى اليسار السنغالي ساديو ماني، لينجح “الدون” رفقة جيسوس والإدارة في تكوين فريق قادر على المنافسة.
وبالفعل ظهر الفريق النصراوي بصورة رائعة في السوبر، بعدما أقصى الاتحاد حامل لقبي الدوري والكأس، بنتيجة (2-1)، وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب، ولكنه خسره أمام الأهلي بركلات الترجيح (3-5).
وبدأ الدوري بقوة مفرطة، حيث حقق فوزًا كاسحًا على التعاون، بنتيجة (5-0)، وهي المباراة التي سجل فيها فيليكس هاتريك.
إهدار أموال
صحيح أن النصر ظهر بصورة لافتة في بداية الموسم، إلا أن المستوى سيظهر بشكل كامل مع توالي المباريات واشتعال المنافسة.
وعلى الرغم من استقطاب العديد من الصفقات القوية، إلا أن رونالدو والإدارة يقفان على حافة البركان، لأنهما لا يمتلكان رفاهية السقوط هذا الموسم.
فهناك بعض الانتقادات التي تواجه الإدارة، فيما يتعلق بإهدار الأموال، عن طريق إنفاق أكثر من 70 مليون يورو على الصفقات هذا الموسم، في الوقت الذي تم فيه التخلص من عدة أسماء بمبالغ أخرى.
فعلى سبيل المثال، تعاقد النصر في يناير/كانون ثان الماضي مع دوران، بـ90 مليون يورو تقريبًا، وتم التخلص منه بعد 6 أشهر على سبيل الإعارة.
فضلاً عن توقيع مخالصة مالية مع أوتافيو، بدفع 11 مليون يورو، وهو نفس الحال بالنسبة لتاليسكا، بحسب التقارير الصحفية المختلفة.
وعلى الرغم من التقارير التي تشير إلى حصول النصر على 17.5 مليون يورو، من رحيل لابورت إلى أتلتيك بلباو، إلا أنه دفع له راتب 3 أشهر، بحوالي 6 ملايين.
إضافة إلى حصوله على 50 مليون يورو على موسمين، بواقع 25 مليونًا بالموسم الواحد، ثم تخلص منه النادي دون تحقيق أي استفادة مالية.
ومع كل هذه الملايين التي أُنفقت، بين توقيع مخالصات وإبرام صفقات جديدة، لم يعد الحديث عن الألقاب خيارًا مطروحًا، بل أصبح واجبًا لا يقبل التهاون، فالفشل في التتويج لن يعني سوى وضع النادي تحت المجهر، ليجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه أمام جماهيره.
إرسال التعليق