
تحليل.. إعصار الوحدة يبتلع الاتحاد في ليلة آسيوية ظلماء

في ليلةٍ عاصفة على المستطيل الأخضر، لم يترك الوحدة الإماراتي أي مجال للتأويل أو الشك، بعدما سيطر على تفاصيل اللقاء طولًا وعرضًا أمام اتحاد جدة، ليحوّل المباراة إلى عرض كروي من طرف واحد.
وسقط الاتحاد خارج أرضه أمام الوحدة، بنتيجة (1-2) في الوقت القاتل من المباراة التي جمعت الطرفين، ضمن الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا للنخبة.
بداية صادمة
لم يتوقع أكثر المتشائمين البداية الكارثية للاتحاد في المباراة، حيث لم يكن الطرف الأضعف فحسب، بل بدا وكأنه فريق بدون روح أو أي أنياب تذكر أمام الوحدة الذي سيطر على كافة الأصعدة.
صحيح أن الاتحاد سيطر على الاستحواذ، ولكن بدون أي فعالية أمام الوحدة الذي فرض هيمنته، مع كثافة عددية وخطوط متقاربة منحت لاعبيه الأفضلية في الالتحامات والتمرير السلس.
هذه السيطرة جعلت الاتحاد يركض خلف الكرة بشكل مستمر، ففقد العميد توازنه، في الوقت الذي ظهر فيه معظم اللاعبين خارج حالتهم الفنية.
وما ساهم في ظهور الاتحاد بصورة كارثية، هي التشكيلة غير المناسبة التي بدأ بها مدربه الفرنسي لوران بلان، بالإضافة لترك المساحات خلف الظهيرين وعمق الملعب.
صحيح أن الاتحاد سجل هدفًا تقدم به في الشوط الأول عن طريق حل فردي من ستيفن بيرجوين بتسديدة صاروخية، إلا أنه استقبل 7 محاولات من الوحدة.
إعصار الوحدة
تفوق الوحدة لم يقتصر على الشوط الأول فقط، بل استمر في النصف الثاني، حيث استغل المدرب البرازيلي جوزيه مورايس طرد مهند الشنقيطي، الظهير الأيمن للفريق بضغط شرس.
الوحدة كان يضغط منذ بداية المباراة، ولكنه كثف هذه العملية بداية من الشوط الثاني، بوجود 5 لاعبين في الثلث الأخير، لمنع الاتحاد من بناء أي هجمة وهو ما نجح فيه.
إضافة إلى ذلك، عمل المدرب البرازيلي على عرضيات مستمرة من الجانبين، مستغلاً وجود مهاجمه السوري عمر خربين الذي حاول مرارًا وتكرارًا، حيث حرمته العارضة والقائم من تسجيل هدفين بالتصدي لمحاولتين من ضمن سيل المحاولات.
وكان العنصر الأبرز في الوحدة، هو الصربي دوشان تاديتش والذي عمل على ربط جميع الخطوط، وسيطر على منتصف الملعب ببراعة شديدة، فضلاً عن تحوله من صانع ألعاب إلى مهاجم متأخر في العديد من الحالات، ما صعب المهمة على دفاع الاتحاد الكارثي.
كذلك، تميز خط هجوم الوحدة بلا مركزية كبيرة في التحركات داخل وخارج منطقة الجزاء، حتى جعلوا الثلث الأخير بمثابة حديقة خاصة بهم بدون أي وجود لرباعي الخط الخلفي للاتحاد.
ووصلت محاولات الوحدة إلى 26 محاولة على المرمى، مقابل محاولتين فقط للاتحاد بشكل عام، حيث كانت التسديدة الثانية للعميد في الدقيقة 86 بعد دخول عبدالرحمن العبود، وذلك منذ تسديدة الهدف بالدقيقة 21.
ليلة ظلماء
تعتبر هذه المباراة هي واحدة من أسوأ المباريات التي خاضها الاتحاد تحت قيادة بلان، حيث وجد صعوبة كبيرة في بناء الهجمة أمام ضغط الوحدة، واضطر إلى إرسال كرات طولية بدون عنوان.
حتى أن الالتحامات الهوائية والأرضية خسرها الاتحاد بسهولة شديدة، رغم أنه كان مميزًا فيها بكافة المباريات التي خاضها.
ويعاب على بلان، البدء بلاعب الوسط فيصل الغامدي لتعويض كانتي في ظل وجود الوافد الجديد محمدو دومبيا، بالإضافة للاعتماد على صالح الشهري كرأس حربة من البداية في ظل تدهور مستواه.
المباراة كانت تحتاج للقدرة على سرعة التحول أمام الوحدة الشرس، وبالتالي كان من المفترض أن يتواجد ستيفن بيرجوين كرأس حربة من البداية، والاعتماد على عبدالرحمن العبود كجناح أيسر، لاستغلال سرعة الأخير.
صحيح أن بيرجوين يلعب كجناح أيسر، ولكن عندما تواجه فريق يضغط بمثل هذه القوة، فإن وجوده في العمق يبقى الخيار الأفضل، نظرًا لقدرته على الاستلام تحت الضغط وتوزيع اللعب أو التسديد.
وفي الهجمة الوحيدة التي استلم فيها بيرجوين الكرة بالعمق، نجح في تسجيل هدف المباراة الوحيد، والخطورة الأبرز من جانب الاتحاد، ظهرت بعد دخول العبود في الـ10 دقائق الأخيرة.
وبدا بلان وكأنه يشاهد المدرجات وليس المدرب، في ظل المساحة الكبيرة التي ظهرت بين الوسط والخط الخلفي والتي استغلها عمر خربين وتاديتش، بالإضافة لسوء مستوى الظهير الأيسر ماريو ميتاي، بسبب تقدمه الزائد واحتفاظه بالكرة وعدم القيام بالواجبات الدفاعية.
وتسبب احتفاظ ميتاي بالكرة في هدف الوحدة الأول، حيث قُطعت منه الكرة وتحولت لمرتدة إماراتية، صنع منها خربين هدفًا لكايو.
واستمرارًا للأخطاء الدفاعية، جاء الهدف الثاني للوحدة في وقتٍ قاتل، وسط فشل ثنائي القلب في منع الخطر، لتنتهي المباراة بصورة كارثية.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق