جواهر مجانية.. دوناروما يجدد معاناة باريس
تخلى نادي باريس سان جيرمان عن جزء من فلسفته منذ تولي لويس إنريكي المدير الفني للفريق المسؤولية في صيف 2023، وقبله البرتغالي لويس كامبوس المستشار الرياضي الذي سبقه إلى حديقة الأمراء في 2022.
لم يعد العملاق الباريسي يلهث وراء الأسماء الرنانة أو يصرف أموالا باهظة من أجل استقطاب النجوم إلى صفوفه، بل راهن على انتقاء المواهب الشابة، والرهان عليها حتى حقق حلمه الأكبر بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، لأول مرة في تاريخه، هذا العام.
قاد إنريكي الفريق الباريسي لهذا الإنجاز التاريخي بفضل الرهان على عناصر واعدة مثل ديزيريه دوي وبرادلي باركولا ونونو مينديس وجواو نيفيز وويليان باتشو، خفيتشا كفاراتسخيليا وجونسالو راموس مع نجوم آخرين أقل ضجيجا مثل جيانلويجي دوناروما وأشرف حكيمي وماركينيوس وعثمان ديمبلي.
أزمة قديمة
لكن يبدو أن الإدارة الباريسية لم تتخل عن فلسفتها بالكامل بل تعاني من أزمة قديمة لطالما تكررت طوال سنوات، وهو ما فجره حارس المرمى الإيطالي جيانلويجي دوناروما، الذي ينتهي تعاقده في صيف 2026 ويبقى في طريقه للرحيل بعدما تعثرت مفاوضات التجديد.
وأكدت تقارير صحفية فرنسية أن بي إس جي يتحرك بقوة لضم لوكاس شوفالييه حارس مرمى ليل، ومنتخب فرنسا البالغ من العمر 23 عاما، تحسبا لرحيل دوناروما.
بعد معاناة من تذبذب المستوى منذ انضمامه إلى سان جيرمان بصفقة انتقال حر في صيف 2021 قادما من ميلان الإيطالي، استعاد دوناروما بريقه منذ بداية العام الجاري، وساهم بقوة في التتويج بدوري أبطال أوروبا، ليضغط بصورة أكبر على النادي الباريسي في مفاوضات التجديد.
لكن التكهنات بشأن إمكانية رحيل دوناروما دون أن يستفيد النادي ماديا من عائد بيعه، تفتح الباب أمام قائمة طويلة من النجوم، كلفت خزينة النادي الفرنسي أموالا طائلة سواء لشراء عقودها أو تخصيص رواتب فلكية، وينتهي بها المطاف للرحيل مجانا.
صدام توخيل
ولعل أبرز هذه الأمثلة، كيليان مبابي، الهداف التاريخي لسان جيرمان، الذي رحل بعد 7 مواسم مع الفريق لينتقل مجانا إلى ريال مدريد في صيف 2024، بعدما كلف خزينة باريس 180 مليون يورو لضمه في صيف 2017 بخلاف رواتب فلكية لإقناعه بالاستمرار أطول فترة ممكنة في حديقة الأمراء.
وتطول قائمة النجوم الراحلين عن باريس دون الاستفادة من بيعهم “ولو بيورو واحد” مثل إدينسون كافاني الهداف التاريخي السابق، وتياجو سيلفا قائد الفريق السابق في صيف 2020، وكذلك الثنائي سيرجيو راموس وليونيل ميسي في صيف 2023 بعد عامين لم يفيدا الفريق بشكل فني.
وقبلها بعام رحل الأرجنتيني آنخيل دي ماريا بنفس السيناريو في صيف 2022، وأدريان رابيو في 2019، وانتقل هذا الثنائي إلى يوفنتوس الإيطالي، وأندير هيريرا في 2022، وزلاتان إبراهيموفيتش في صيف 2016 حيث انتقل إلى مانشستر يونايتد.
وسبق أن انتقد الألماني توماس توخيل، المدير الفني الأسبق لسان جيرمان، إدارة النادي الفرنسي، وتساءل بشكل علني في وسائل الإعلام “كيف يتم السماح لهؤلاء النجوم بالرحيل مجانا دون استفادة النادي ماديا؟”.
وتسبب هذا التصريح في صدام عنيف بين توخيل والإدارة الباريسية، انتهى بإقالة المدرب الألماني في ديسمبر/كانون الأول 2020 بعد أشهر قليلة من قيادته للفريق للتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، حيث خسر اللقب أمام بايرن ميونخ بهدف في لشبونة.
إرسال التعليق