×

مباريات اليوم

حظ أم شطارة: حلم بلاكبيرن الذي أصبح واقعا فجأة

في منتصف تسعينيات القرن العشرين، شهدت الكرة الإنجليزية واحدة من أكثر القصص إلهاماً وإثارة في تاريخها.

فريق من مدينة صغيرة في لانكشاير، اعتاد أن يُنظر إليه على أنه مجرد نادٍ عادي، قرر أن يكسر القاعدة ويقف على القمة متحديا عمالقة مانشستر يونايتد وليفربول وآرسنال.

هذه هي حكاية بلاكبيرن روفرز ولقبه التاريخي في الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 1994-1995.

بداية الحلم في مكاتب الإدارة

لم تبدأ القصة على أرض الملعب، بل في مكاتب الإدارة، حيث برز اسم جاك ووكر، رجل الأعمال الثري وابن مدينة بلاكبيرن، الذي كان يحمل شغفاً عميقاً بالنادي منذ طفولته.

لم يكن هدفه الاستثمار المالي فحسب، بل إعادة إحياء أمجاد بلاكبيرن الغائبة منذ أوائل القرن العشرين.

ضخ ووكر أموالاً طائلة، لكن بذكاء وتخطيط دقيق: الصعود إلى الدوري الممتاز أولاً، ثم بناء فريق قادر على منافسة الكبار.

قائد المعجزة: كيني دالجليش

المال وحده لا يكفي لصناعة الأحلام، فكان لا بد من قائد يملك رؤية وخبرة. اختير كيني دالجليش، أسطورة ليفربول الذي قاد الريدز لأمجاد الثمانينيات، لتولي تدريب بلاكبيرن.

وبفضل هدوئه وخبرته، زرع دالجليش عقلية الفوز في الفريق، معتمداً على أسلوب لعب كلاسيكي 4-4-2، يتميز بالتنظيم المحكم، الكرات العرضية المتواصلة من الأجنحة، وثنائي هجومي فتاك في انتظارها.

ثنائي شرس

في خط الهجوم، تألق آلان شيرر، الهداف الاستثنائي الذي سجل 34 هدفاً في الموسم، ليصبح رمز البطولة بلا منازع.

إلى جانبه، شكّل كريس ساتون، القادم حديثاً، ثنائياً مخيفاً عُرف باسم “SAS”، وسجل الثنائي ما يقارب نصف أهداف الفريق، محطمين دفاعات الخصوم بقوتهم وتناغمهم.

لكن الفريق لم يكن مجرد هجوم. في الوسط، قاد تيم شيروود الفريق بحماس وتوزيع دقيق للكرات، بينما زود جيسون ويلكوكس وستيوارت ريبلي الأجنحة بكرات عرضية لا نهائية.

في الدفاع، وقف كولين هندري صلباً كالصخرة، مع النرويجي هينينج بيرج، بينما حافظ الحارس تيم فلاورز على نظافة شباكه في لحظات حاسمة.

كان بلاكبيرن فريقاً متكاملاً بكل المقاييس.

موسم مليء بالإثارة والدراما

بعد إنهاء الموسم السابق وصيفاً لمانشستر يونايتد، دخل بلاكبيرن موسم 1994-1995 بعزيمة الفوز باللقب.

تصدر الدوري منذ الشتاء بفضل سلسلة انتصارات مذهلة، لكن مانشستر يونايتد، رغم غياب نجمه إيريك كانتونا بسبب الإيقاف، ظل يطارده حتى النهاية، مع فارق نقطة أو اثنتين فقط.

في 14 مايو/أيار 1995، كتب التاريخ بحروف من ذهب. واجه بلاكبيرن ليفربول في أنفيلد، بينما لعب مانشستر يونايتد ضد وست هام في لندن.

تقدم بلاكبيرن بهدف لشيرر، لكن ليفربول قلب النتيجة إلى 2-1. في تلك اللحظة، كان أي هدف لمانشستر يونايتد كفيلاً بخطف اللقب.

عاش لاعبو بلاكبيرن وجماهيرهم لحظات من القلق الشديد، لكن تعادل وست هام مع يونايتد أنقذ الحلم. أطلق الحكم صافرة النهاية، ليتوّج بلاكبيرن بطلاً لإنجلترا لأول مرة منذ أكثر من 80 عاماً.

حظ أم عمل دؤوب؟

قد يقول البعض إن الحظ لعب دوراً في تتويج بلاكبيرن، خاصة مع فشل مانشستر يونايتد في التسجيل في الجولة الأخيرة.

لكن الحقيقة أن الحظ وحده لا يصنع فريقاً سجل 80 هدفاً وحقق 27 انتصاراً في موسم واحد.

وراء هذا الإنجاز كانت هناك إدارة حكيمة من جاك ووكر، استثمارات مدروسة، مدرب عبقري مثل دالجليش، ولاعبون قاتلوا في كل مباراة.

رسالة خالدة

تتويج بلاكبيرن لم يكن مجرد لقب، بل رسالة ملهمة: فريق من مدينة صغيرة، بدعم إداري طموح وروح جماعية، استطاع أن يهزم أعظم الأندية في إنجلترا.

ورغم أن المجد لم يدم طويلاً، إلا أن قصة موسم 1994-1995 ستبقى واحدة من أعظم حكايات الدوري الإنجليزي الممتاز.

Source link

"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.

إرسال التعليق

ربما قد فاتك