دي يونج يثير قلق برشلونة قبل الكلاسيكو
يبدو أن لعنة الإصابات والغيابات لا تزال تلاحق نادي برشلونة قبل المواجهة المرتقبة أمام غريمه التاريخي ريال مدريد يوم الأحد المقبل في الكلاسيكو الإسباني بالجولة العاشرة من الليجا.
وتلقى المدرب الألماني هانز فليك ضربة جديدة صباح الخميس، بغياب النجم الهولندي فرينكي دي يونج عن تدريبات الفريق، ما أثار القلق داخل جدران النادي الكاتالوني قبل أيام قليلة من المباراة الأهم في الموسم حتى الآن.
بحسب صحيفة “سبورت” الإسبانية، فإن دي يونج لم يشارك في مران برشلونة يوم الخميس بسبب وعكة صحية مفاجئة، حيث شعر بعدم ارتياح نتيجة مشاكل معوية منعته من الانضمام إلى زملائه في التدريبات الجماعية.
وأكدت الصحيفة أن حالة اللاعب لا تُصنّف كإصابة عضلية أو بدنية، لكنها لا تزال تثير المخاوف، خصوصاً مع اقتراب موعد الكلاسيكو وصعوبة تعويضه في وسط الميدان بالنظر إلى أهميته الكبيرة في منظومة فليك.
دي يونج، الذي يُعد من أكثر اللاعبين تأثيراً في تشكيلة برشلونة منذ وصول فليك إلى النادي الصيف الماضي، يحمل شارة القيادة في غياب الحارس مارك أندريه تير شتيجن، ويُعتبر أحد ركائز الوسط إلى جانب بيدري، ما يجعل أي غياب له مؤثراً على التوازن التكتيكي للفريق.
القلق يتضاعف بعد سيناريو كريستنسن
وما زاد من حدة القلق في برشلونة هو تشابه الحالة مع ما حدث قبل أيام مع المدافع الدنماركي أندرياس كريستنسن، الذي غاب عن مواجهة أولمبياكوس في الدوري الأوروبي بسبب التهاب المعدة والأمعاء، ثم واصل الغياب عن التدريبات الخميس أيضاً.
وتخشى إدارة برشلونة والجهاز الفني من أن تكون وعكة دي يونج مشابهة من حيث المدة لحالة كريستنسن، ما يعني إمكانية غيابه عن الكلاسيكو أيضاً إذا لم يتعافَ سريعاً خلال اليومين المقبلين.
صحيفة “سبورت” أشارت إلى أنه لا يوجد جدول زمني محدد لعودة اللاعب، وأن القرار النهائي سيتخذ بناء على تحسن حالته خلال الساعات المقبلة.
قائمة الغيابات تتسع
غياب دي يونج المحتمل يأتي في وقت يعاني فيه برشلونة بالفعل من أزمة إصابات غير مسبوقة هذا الموسم، إذ يفتقد الفريق لعدد من العناصر الأساسية، أبرزهم لاعب الوسط جافي الذي انتهى موسمه بعد إصابة خطيرة في الركبة مع المنتخب الإسباني، بالإضافة إلى المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي ولاعب الوسط داني أولمو. كما يواصل الحارس البديل خوان جارسيا الغياب بسبب إصابة عضلية.
هذه الغيابات جعلت فليك يعتمد على توليفات مختلفة في كل مباراة تقريباً خلال الأسابيع الأخيرة، ما أثر على الانسجام داخل الفريق وأدى إلى تذبذب الأداء في بعض المباريات، رغم حفاظ برشلونة على موقعه ضمن المراكز الأولى في الليجا واستمرار مشواره الأوروبي.
ورغم الأجواء القاتمة التي خيمت على تدريبات الخميس، تلقى فليك أنباء إيجابية من جناحيه البرازيلي رافينيا والإسباني فيران توريس، حيث شاركا في التدريبات الجماعية بكامل الجاهزية دون أي مشاكل بدنية.
رافينيا، الذي كان قد تعرض لإصابة عضلية قبل التوقف الدولي خلال مباراة ريال أوفييدو، عاد لأول مرة إلى المران الكامل منذ نحو أسبوعين، ما يجعله مرشحاً للظهور في التشكيلة الأساسية أمام ريال مدريد.
أما فيران توريس، فقد عاد بالفعل إلى قائمة الفريق في مباراة أولمبياكوس الثلاثاء الماضي بعد غيابه عن مواجهة جيرونا (التي فاز بها برشلونة 2-1)، وأكد جاهزيته البدنية والفنية للمشاركة أساسياً في الكلاسيكو، وهو ما يمنح فليك خيارات إضافية هجومية هو بأمسّ الحاجة إليها.
سيناريوهات فليك لتعويض دي يونج
في حال تأكد غياب دي يونج، سيكون على فليك إيجاد بديل قادر على قيادة خط الوسط في مواجهة ريال مدريد، وهو أمر لا يبدو سهلا على الإطلاق.
الخيارات المتاحة محدودة، إذ من المتوقع أن يواصل الشاب مارك كاسادو اللعب إلى جانب بيدري في الارتكاز، على أن يتولى فِيرمين لوبيز الدور الهجومي خلف المهاجمين.
كما يوجد خيار الدفع بالمدافع إريك جارسيا في مركز الوسط الدفاعي، وهو الدور الذي شغله مؤقتا في بعض المباريات السابقة، وإن كان هذا الخيار محفوفاً بالمخاطر أمام خصم قوي مثل ريال مدريد.
أما اللاعب الشاب مارك برنال، الذي تعافى مؤخراً من إصابة في الرباط الصليبي، فقد شارك لدقائق معدودة هذا الموسم (31 دقيقة فقط في أربع مباريات)، ومن غير المرجح أن يغامر فليك بإشراكه في مباراة بهذا الحجم.
الأهمية التكتيكية لدي يونج
دي يونج لا يُعتبر مجرد لاعب وسط عادي في برشلونة، بل هو محور التوازن والربط بين الخطوط الثلاثة، واللاعب الذي يعتمد عليه فليك في بناء اللعب من الخلف وفي الخروج بالكرة تحت الضغط.
كما أن قدرته على تغيير إيقاع اللعب والتحكم في نسق المباراة تمنح برشلونة بعداً تكتيكياً مميزاً، خاصة في المواجهات الكبرى مثل الكلاسيكو، حيث يحتاج الفريق إلى لاعبين قادرين على امتصاص ضغط الخصم والمحافظة على الاستحواذ.
وفي ظل غياب الحارس مارك أندري تير شتيجن، تولى دي يونج شارة القيادة في عدد من المباريات الأخيرة، ما يعكس مكانته القيادية داخل غرفة الملابس وثقة المدرب به داخل وخارج الملعب.
إرسال التعليق