
رب ضارة نافعة.. هل تتسبب ثورة رونالدو في ترتيب أوراق اتحاد جدة؟

الخسارة ليست نهاية الطريق، بل من الممكن أن تكون بداية لانطلاقة أكثر قوة عن طريق ترتيب الأوراق، وهو ما تحلم به جماهير اتحاد جدة بعد الخسارة أمام النصر في نصف نهائي السوبر السعودي.
لم يكن سقوط الاتحاد أمام النصر في السوبر مجرد فشل في عبور نصف النهائي، بل كان مرآة قاسية عكست ملامح فريقٍ ضلّ الطريق في بداية الموسم، بعد نجاح مذهل خلال الموسم الماضي.
صدمة مدوية
كانت جماهير الاتحاد تحلم بتحقيق الثلاثية المحلية بضم السوبر إلى بطولتي الدوري وكأس الملك، ولكنها اصطدمت بواقع أليم متمثل في النصر.
ربما كانت تلك الليلة هي الدرس الأصعب للعميد منذ فترة طويلة، ولكنه جاء في توقيت جيد قبل الدخول في دوامة الدوري والمنافسة على لقب دوري أبطال آسيا للنخبة.
صحيح أن بدايات المواسم غالبًا ما تكون متعثرة لأغلب الفرق بسبب غياب الإيقاع والجاهزية التامة، لكنّ ما أثار الدهشة أن نجوم الاتحاد بدوا وكأنهم يلتقون على أرض الملعب للمرة الأولى، في مشهد يفتقر للتناغم والهوية الجماعية التي اعتاد عليها الجمهور.
غيتي الصور
الفرنسي موسى ديابي لاعب اتحاد جدة، صاحب الصولات والجولات في الجهة اليمنى، كان خارج المباراة تماما، وهو نفس الحال بالنسبة للجناح الأيسر الهولندي ستيفن بيرجوين، ولاعب الوسط البرازيلي فابينيو.
ولم يختلف الوضع كثيرا مع الفرنسي الآخر نجولو كانتي، ولكن الجزائري حسام عوار كان صاحب المستوى الأكثر سوءا بين نجوم الاتحاد، لدرجة أنه فشل في القيام بأبسط الأمور، وسط ضغط النصر المميت.
أما المدرب الفرنسي لوران بلان، فكان يشاهد المباراة كغيره من الجماهير دون أي تأثير واضح، على عكس البرتغالي جورجي جيسوس المدير الفني للنصر الذي أثبت جدارته مرة أخرى للجميع.
وإجمالا، كان ظهور “العميد” في الكلاسيكو بمثابة صدمة مدوية لجماهيره قبل بداية موسم مليء بالتحديات التي لا تحتمل التهاون.
ثورة رونالدو
جاء ظهور اتحاد جدة المخيب، بعد ثورة كبرى قادها الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو داخل النصر، بالتدخل في العمل الإداري وإبرام صفقات من العيار الثقيل، يأتي على رأسها مواطنه جواو فيليكس نجم الكلاسيكو الأول.
فضلا عن الجناح الفرنسي كينجسلي كومان من بايرن ميونخ والمدافع الإسباني إنيجو مارتينيز، بالإضافة لإقناع جيسوس بالمجيء لتدريب النصر بعد شهرين فقط من فسخ عقده مع الهلال.
ولم يكتف كريستيانو بتسجيل الأهداف والركض على العشب الأخضر، بل تحوّل إلى قائد ثورة صامتة داخل أروقة النادي، بتوجيهات وملاحظات، ومواقف حاسمة، فهو وضع يده على الجرح، وأجبر الجميع على إعادة الحسابات.
غيتي الصور
ونتيجة لذلك، دخل النصر مباراة الاتحاد بصورة مختلفة تماما عن الموسم الماضي، حيث إن “العالمي” كان عبارة عن كتيبة منظمة، تعرف ما تريد، بانتصار لم يكن صدفة أو ضربة حظ، بل ثمرة عمل إداري ذكي قاده لاعب بحجم مؤسسة.
وتمكن “الدون” من منح فيليكس الثقة في أولى المباريات، بوضعه أمام الشباك الخالية عبر تمريرة حاسمة جاء منها هدف الفوز بالدقيقة 61.
ولم يمنح “العالمي” أي فرصة لرجال بلان طوال المباراة، بل نجحوا في رد اعتبارهم بعد السقوط أمام نفس الخصم ذهابا وإيابا في النسخة الماضية من الدوري السعودي.
غليان اتحادي
سيطرت حالة من الغليان على جماهير نادي الاتحاد خلال الأيام الأخيرة، بسبب ضعف النادي في ملف التعاقدات، مقارنة بالهلال والنصر خلال الميركاتو الصيفي.
وكانت الجماهير تحلم بضم صفقة أو صفقتين من العيار الثقيل لمساعدة الفرنسي كريم بنزيما في الاستمرار على القمة، ولكن بدلا من ذلك فقد أجرى “العميد” عدة صفقات محلية لم تكن على قدر التوقعات.
وتحدث فهد سندي رئيس الاتحاد، قبل 24 ساعة من خوض المباراة، للتعليق على هذا الجانب، قائلا: “نحن نراقب سوق الانتقالات بحرص شديد، وسنبرم صفقات حسب احتياجات الفريق، ولن تردد لحظة في إسعاد الجماهير”.
لكن أداء الاتحاد أمام النصر، تسبب في وصول الغليان الجماهيري إلى أقصى درجاته، حيث بدأت الأصوات ترتفع للمطالبة برحيل بلان وإجراء صفقات جديدة في أسرع وقت ممكن قبل بداية الموسم الجديد.
وفي الوقت الذي تتحرك فيه أندية الدوري السعودي لتدعيم الصفوف، يُخيّم على الاتحاد صمت يثير القلق أكثر مما يُطمئن، وكأن الإدارة قررت خوض موسم شاق بنفس الأسلحة التي أنهكها الموسم الماضي.
رب ضارة نافعة
صحيح أن الخسارة مؤلمة، ولكن يمكن أن تدفع الإدارة والمدرب الفرنسي وبعض اللاعبين، لإعادة ترتيب الأوراق قبل بداية الموسم الجديد.
الاتحاد سيكون مطالبا بالحفاظ على الدوري وكأس الملك، بالإضافة لعودته للمشاركة في نخبة آسيا رفقة الهلال وجاره أهلي جدة حامل اللقب، لذا فإنه سيحتاج لفريق مدجج بالنجوم والدماء الجديدة.
وبالنظر لمواجهة النصر، نجد أن الفارق الفني بات بعيدا كل البعد ويصب في صالح “العالمي” بعد ثورة رونالدو التي أعادت الفريق للطريق الصحيح، حتى وإن كان الموسم لا يزال في بدايته.
غيتي الصور
كذلك، سيكون الوضع نفسه ضد الهلال الذي تعاقد مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، بالإضافة لإجراء بعض الصفقات بقيادة الثنائي ثيو هيرنانديز وداروين نونيز.
فضلا عن تحركات الأهلي القوية لضم لاعب وسط أجنبي آخر بجانب الوافد الجديد إنزو ميلوت، في الوقت الذي يمتلك فيه كوكبة من النجوم.
وبالتالي، فإن الفارق الفني في مباراة النصر قد يدفع “العميد” للتحرك نحو التعاقد مع ثنائي أجنبي جديد على الأقل في ظل هبوط مستوى فابينيو وحسام عوار وماريو ميتاي بشكل أكبر عن غيرهم.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق