سعد الشهري.. مدرب سعودي في وجه العاصفة العالمية
قبل انطلاق موسم 2025-2026 من دوري روشن السعودي، تبدو الساحة التدريبية أكثر ازدحامًا بالأسماء العالمية من أي وقت مضى.
18 مديرًا فنيًا يتولّون قيادة الأندية، 17 منهم أجانب ينتمون لمدارس كروية عريقة، من البرتغال إلى ألمانيا، ومن فرنسا إلى إسبانيا.
وفي قلب هذا الزخم، يبرز اسم واحد فقط يمثل المدرب السعودي : سعد الشهري، المدير الفني لنادي الاتفاق، الذي يخوض هذا التحدي بشجاعة ودراية فنية لا تقل عن الأسماء اللامعة في سجلات البطولات.
خلافة جيرارد.. وترميم الضرر
تولّى الشهري قيادة الاتفاق في منتصف الموسم الماضي، خلفًا للنجم الإنجليزي ستيفن جيرارد، الذي لم تنجح تجربته رغم التعاقدات الكبيرة.
حينها، كان الفريق يمر بمرحلة من التراجع الفني والتكتيكي، لكن المدرب السعودي استطاع خلال فترة قصيرة إعادة التوازن، وبثّ روح جديدة داخل المجموعة.
أنهى الاتفاق الموسم في المركز السادس برصيد 51 نقطة، بعدما قاده الشهري في 14 مباراة، حقق خلالها 7 انتصارات و3 تعادلات، مقابل 4 خسائر فقط.
كيف يواجه الشهري عمالقة التدريب؟
في موسم يضم مدربين أمثال سيموني إنزاجي، جورجي جيسوس، كريستوف جالتييه، وماتياس يايسله، تبدو مهمة الشهري غير متكافئة من حيث التجربة والسيرة الذاتية.
لكن المدرب السعودي يمتلك ما لا يوجد في السير الذاتية: فهم عميق للبيئة المحلية، وقدرة على التواصل الفعّال مع اللاعبين السعوديين، ومرونة تكتيكية نابعة من عمله في جميع الفئات السنية.
أسلوب الشهري يعتمد على 4-2-3-1 هجومية مرنة تتحول في أوقات عديدة إلى 4-1-4-1، مع اعتماد كبير على استغلال الأجنحة، وتنويع بناء اللعب من العمق والأطراف، وهي نقاط قد تمنحه أفضلية على المدربين القادمين من مدارس تعتمد على الاستحواذ الجامد أو الكرات الطولية الثابتة.
الدعم والثقة.. ركيزتان للصمود
أكد الشهري في أكثر من تصريح أن المدرب الوطني قادر على النجاح متى ما تم منحه الدعم الإداري، والصبر الجماهيري، والثقة الفنية، وهي الثلاثية التي حرم منها كثير من المدربين المحليين في السابق.
اليوم، ومع تحوّل دوري روشن إلى مشروع رياضي عالمي، قد تكون تجربة الشهري مقياسًا فعليًا لقدرة المدرب السعودي على فرض نفسه في ساحة الكبار.
إرسال التعليق