
ضحية أم متمرد؟ أزمة لودي تفضح عشوائية الهلال

لا شك أن اسم الظهير البرازيلي رينان لودي، هو الأكثر جلبًا للسخط بين جماهير الهلال السعودي في الوقت الحالي، بعد قراره المفاجئ بفسخ عقده مع النادي.
وأعلن نادي الهلال، في وقت مبكر من صباح أمس الأحد، تلقيه إخطارًا من وكيل لودي، بفسخ عقده مع النادي من طرف واحد.
الظهير البرازيلي برر القرار بعد ذلك، في رسالة نشرها عبر حسابه الرسمي على “إنستجرام”، بعدم قيده في قائمة الفريق بالدوري السعودي.
وبحساب كل المعطيات، فيبدو أن جماهير الهلال، تحتاج لتوجيه حالة السخط التي تشعر بها تجاه إدارة ناديها، التي تعاملت مع ملف لودي وغيره من الملفات بأسوأ شكل ممكن.
التزام لودي
مسيرة لودي مع الهلال، لم تكن مُوفقة في بدايتها، غير أن الالتزام والانضباط كان سببًا في تحويل تلك المسيرة وإنقاذها من الانتهاء مبكرًا.
في يناير/كانون ثان 2024، انضم لودي إلى الهلال، قادمًا من مارسيليا مقابل 23 مليون يورو، وتم تسجيله في قائمة الفريق بدلًا من مواطنه المُصاب نيمار، الذي كان يلعب كجناح.
هدف AR
ولم يقدم لودي، المستوى المطلوب في البداية، بسبب الإصابات المتكررة التي أثرت عليه، ليلجأ “الزعيم” إلى ضم متعب الحربي من الشباب في صيف 2024 مقابل 28 مليون يورو، ليكون أغلى لاعب سعودي.
انضمام الحربي مع اقتراب عودة نيمار من إصابته، كان مؤشرًا واضحًا على رحيل لودي بعد نحو نصف موسم من ضمه.
غير أن الظهير البرازيلي نجح في إقناع جورجي جيسوس، مدرب الهلال وقتها، باستمراره، نظرًا لالتزامه وانضباطه، حتى تم تسجيله على حساب نيمار نفسه، حتى رحل الأخير في يناير/كانون ثان الماضي.
ونجح لودي في حجز مقعده الثابت بالتشكيلة الأساسية، وقدم أفضل مستوياته، لا سيما في بطولة كأس العالم للأندية 2025.
عشوائية الهلال
لكن في الوقت الذي كان لودي يتألق فيه رفقة الهلال في مونديال الأندية، كان النادي السعودي يتمم اتفاقه بالفعل مع ميلان، لضم الفرنسي ثيو هيرنانديز، ليكون بديلًا للظهير البرازيلي.
ورغم ذلك، لم يتأثر الظهير البرازيلي بتلك الأنباء، وواصل تألقه مع الهلال في المونديال، وساعده على الوصول لربع النهائي على حساب مانشستر سيتي في مباراة تاريخية.
وعندما أتم “الزعيم” اتفاقه مع ميلان لضم ثيو هيرنانديز، كان يتبقى أكثر من شهرين، على نهاية فترة الانتقالات الصيفية في الدوري السعودي، وأقل من ذلك بقليل في الدوريات العالمية.
ورغم طول تلك الفترة، فإن الهلال لم يحل أزمة وجود ظهيرين أجنبيين في نفس الجبهة، سواءً بتسجيلهما في قائمته، أو رحيل أحدهما وهو لودي على التحديد، في الوقت الذي يتقيد فيه بضم 8 أجانب فوق السن.
غيتي الصور
واستمرت تلك الحالة من الغموض، حتى بعد نهاية المعسكر التحضيري في ألمانيا على حد وصف اللاعب، والذي انتهى منتصف الشهر الماضي، حين تم إبلاغه بأنه سيتم قيده في القائمة الآسيوية فقط.
ورغم رفض اللاعب للفكرة على حد تعبيره، فإنه لم يتلقَّ ردًا واضحًا من الهلال، إما بإعادته للقائمة المحلية، أو بيعه لأي فريق آخر، خاصة وأن بعض الأندية البرازيلية كانت مهتمة بضمه.
وأصبح لودي، مُطالبًا بالاستمرار مع الهلال لخوض 12 مباراة طوال الموسم بحد أقصى في دوري نخبة آسيا حال الوصول للمباراة النهائية.
لودي ليس الأوحد
لودي لم يكن الضحية الوحيدة لتخبط إدارة الهلال في الميركاتو الصيفي الماضي، حيث كان المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو، ضحية أخرى لهذه العشوائية.
ليوناردو الذي كان مُقيدًا تحت السن في الموسم الماضي إلى جانب كايو سيزار، دخل الموسم وهو يعلم أنه سيلعب مع الفريق في الدوري السعودي.
غيتي الصور
غير أن مسؤولي الهلال فوجئوا بأن اللاعب البرازيلي يجب أن يتم قيده فوق السن، لأنه وُلد قبل عام 2004، ليقرروا إقصاءه من القائمة المحلية، والاكتفاء بقيده في القائمة الآسيوية.
وبدلًا من محاولة بيعه، خاصة في ظل اهتمام أندية برازيلية بضمه، حافظ مسؤولو “الزعيم” على ليوناردو حتى نهاية فترة الانتقالات، ليبقى قنبلة موقوتة أخرى داخل الفريق، حتى بعض التقارير البرازيلية تساءلت عن إمكانية إقدامه، على تكرار تصرف لودي.
سابقة هلالية
الهلال كان يرغب في عمل سابقة تاريخية لأندية الكرة السعودية، من خلال الإبقاء على عنصريين أجنبيين فوق السن خارج قائمته المحلية منذ بداية الموسم، دون أن يكون ذلك بسبب إصابة.
في الموسم الماضي، عندما أقصى الأهلي، النجم البرازيلي روبرتو فيرمينو من القائمة المحلية، كان ذلك في نصف الموسم، لينضم إلى إزجان أليوسكي الذي كان يعاني من إصابة سابقة.
AFP
وحتى الموسم قبل الماضي، عندما أخرج الاتحاد، لاعبًا أجنبيًا واحدًا من قائمته المحلية في بداية الموسم، وهو البرتغالي جواو فيليبي “جوتا”، أعاده لها في نصف الموسم.
خسائر بالجملة
من بين الضحايا، كان المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، فرغم معرفة الجميع بأنه راحل عن الهلال لا محالة، منذ وصول المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، ظل ملفه مُعلقًا حتى الساعات الأخيرة من الميركاتو الصيفي.
ومن أجل التخلص منه، اضطر الهلال لدفع 24 مليون ريال لصالحه، من أجل توقيع مخالصة مالية، بحسب الإعلامي وليد الفراج، بل أكدت بعض التقارير، أنه سيدفع نصف راتبه مع الريان، والبالغ 15 مليون يورو سنويًا.
وهكذا، تسببت حالة التخبط التي عاشتها إدارة الهلال في الصيف الماضي، في سلسلة من الخسائر، سواء المادية على غرار ميتروفيتش، أو الأدبية من خلال القضايا التي ستثور بينه وبين لودي خلال الفترة المقبلة.
أوامر إنزاجي
الهلال تكبد أيضًا خسائر كبيرة في أغسطس/آب الماضي، بعدما قرر الانسحاب من بطولة كأس السوبر السعودي، في قرار بدا غريبًا.
ورغم أن الهلال أنهى معسكره الخارجي في منتصف أغسطس/آب الماضي، لكنه رفض المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي، التي بدأت يوم 19 من الشهر نفسه.
وتسبب هذا الانسحاب في توقيع غرامة مالية قدرها نصف مليون ريال، بالإضافة لحرمانه من أول بطولة إقصائية في الموسم المقبل، سواء كانت كأس السوبر السعودي أو كأس خادم الحرمين الشريفين.
ويبدو أن السبب الأول والأخير وراء تلك القرارات غير المدروسة، هي طلبات المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، بداية من ضم مهاجم بدلًا من ميتروفيتش، والتعاقد مع ثيو هيرنانديز، ثم الانسحاب من كأس السوبر.
المشكلة لا تكمن في الطلبات التي تعمل إدارة الهلال على تنفيذها بشكل فوري، ولكن الأزمة في طريقة تنفيذ تلك الطلبات دون النظر للعواقب أو محاولة الخروج بأقل الخسائر.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق