
لماذا تحول ديوكوفيتش من “البطل القومي” إلى “الوطني الزائف” في صربيا؟ (سلسلة لماذا)

في خطوة أثارت صدمة في عالمي الرياضة والسياسة بمنطقة البلقان، غادر نجم التنس العالمي نوفاك ديوكوفيتش، بطل الجراند سلام 24 مرة، صربيا برفقة عائلته، ليستقر في اليونان، حيث سجّل أطفاله في مدرسة خاصة مرموقة بأثينا.
ولا يبدو أن هذا القرار يقتصر على تفضيل المناخ المتوسطي، أو إستراتيجية مالية، بل يُرجّح أن يكون هروبًا من حملة اضطهاد سياسي في بلده الأم، بعد إعلان دعمه العلني للاحتجاجات الطلابية التي هزت صربيا منذ أواخر العام الماضي.
رمز وطني في مرمى الانتقادات
لطالما كان ديوكوفيتش أكثر من مجرد لاعب تنس بالنسبة للصرب؛ فقد كان رمزًا وطنيًا وسفيرًا رياضيًا وثقافيًا يحظى بالاحترام في كل أنحاء البلاد.
لكن هذا الوضع بدأ يتغير عندما اتخذ موقفًا سياسيًا جريئًا في وقت حساس.
ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبعد انهيار محطة حافلات في محطة قطار نوفي ساد، وهو الحادث المأساوي الذي أودى بحياة 16 شخصًا، خرج آلاف الطلاب إلى شوارع صربيا، محمّلين الفساد المؤسسي المسؤولية، ومطالبين بإصلاحات عاجلة.
ولم يبقَ ديوكوفيتش على الحياد، بل عبر عن تضامنه مع المتظاهرين عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتب: “بصفتي شخصًا يؤمن بعمق بقوة الشباب ورغبتهم في مستقبل أفضل، أعتقد أنه من المهم أن تُسمع أصواتهم”.
وأرفق رسالته بعبارة “معكم”، التي فُسّرت كموقف مباشر ضد حكومة الرئيس ألكسندر فوتشيتش.
رد فعل الحكومة وهجوم إعلامي
منذ تلك اللحظة، واجه ديوكوفيتش رد فعل عنيف من وسائل الإعلام الموالية للسلطة، التي هاجمته بشراسة غير متوقعة، واصفة إياه بـ”الوطني الزائف”، ومتهمة إياه بدعم ما أسمته “الثورة الملونة”، بل وصل الأمر للتشكيك في حقه بتمثيل صربيا دوليًا.
تصاعد الحصار الإعلامي عندما أهدى ديوكوفيتش فوزه ببطولة أستراليا المفتوحة لشاب أصيب خلال إحدى المظاهرات، وظهر في مباراة كرة سلة في بلجراد مرتديًا قميصًا يحمل شعار “الطلاب أبطال”.
في الأشهر الأخيرة، أصبح المناخ في صربيا لا يُطاق بالنسبة لنجم التنس، وعلى الرغم من محاولة الرئيس فوتشيتش تخفيف حدة التوتر بتأكيده أنه “لن يتحدث بالسوء عن نوفاك”، إلا أن التغيير في الخطاب العام كان واضحًا.
ديوكوفيتش، الذي كان يومًا الابن المفضل لصربيا، بات يُصوَّر في بعض الأوساط كشخصية مثيرة للجدل، بل وخائنة.
انتقال إلى اليونان
ووفقًا لموقع “Tennis24″، سجّل ديوكوفيتش ابنه ستيفان (11 عامًا)، وابنته تارا (8 أعوام) في مدرسة سانت لورانس البريطانية الحصرية في أثينا، واستقرت العائلة في إقامة دائمة في ضواحي العاصمة اليونانية الجنوبية، بعيدًا عن الصخب السياسي في بلجراد.
وشوهد ديوكوفيتش مؤخرًا في نادي كافوري للتنس، وهو يلعب مع ابنه، مبتسمًا ومسترخيًا، مرتديًا “شبشب”، فيما يُرجّح أن ينضم للنادي، أو إلى نادي 91 أثينا ريفييرا الحصري.
كما ظهرت شائعات حول نيته التقدم بطلب للحصول على “الفيزا الذهبية” اليونانية، ما يعزز الانطباع بانفصاله التدريجي عن صربيا.
ومن المعروف أن ديوكوفيتش التقى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مرتين، كان آخرها خلال زيارة لجزيرة تينوس، مما يشير إلى أن اليونان ليست مجرد ملاذ مؤقت، بل قد تكون مسرحًا لحياته بعد اعتزال التنس.
مستقبل غامض
ويبقى قرار ديوكوفيتش مغادرة صربيا خطوة جريئة، تعكس تعقيد العلاقة بين الرياضة والسياسة. بينما يواصل نجمه التألق على ملاعب التنس العالمية، يبدو أن اليونان ستكون ملاذًا جديدًا له ولعائلته، بعيدًا عن التوترات السياسية التي عصفت بمكانته في بلده الأم.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق