من البدايات إلى سادس أقدم دوري عربيًا.. الكشف عن أسرار توثيق تاريخ كرة القدم السعودية
النجيمي: مشروع توثيق كرة القدم السعودية يحفظ ذاكرة أكثر من قرن
أكد عبدالإله النجيمي، عضو فريق توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، أن مشروع التوثيق الذي أطلقه الاتحاد السعودي لكرة القدم، يمثل خطوة تاريخية لحفظ ذاكرة اللعبة منذ نشأتها في المملكة، منذ أكثر من 100 عامًا.
وخلال كلمته في المؤتمر الصحفي الخاص بتوثيق تاريخ كرة القدم السعودية أوضح النجيمي أن الشركاء الرئيسيين للمشروع هم: الجمعية العمومية لاتحاد القدم، وزارة الرياضة، هيئة الإذاعة والتلفزيون، دارة الملك عبدالعزيز، رابطة دوري المحترفين، إضافة إلى خبراء من الاتحاد الدولي (فيفا).
وأشار إلى أن فريق العمل عقد أكثر من 50 اجتماعًا مع الأندية للرد على استفساراتها قبل وبعد كل جمعية عمومية، مضيفًا: “كنا في تواصل دائم مع جميع الأندية، وهناك نادٍ واحد فقط رفض المصادقة على وثيقة مصطلحات البطولات”.
بدايات كرة القدم السعودية
واستعرض النجيمي المراحل الأولى لنشأة كرة القدم في السعودية، قائلاً: “الفترة بين 1916 – 1918 شهدت بدايات المعرفة باللعبة.. عام 1921 كان بداية ممارسة كرة القدم فعليًا داخل المملكة.
وأضاف أن عام 1928 رُصد أقدم تاريخ لممارسة اللعبة عبر الأندية السعودية، كما تم توثيق ممارسة بعض مسؤولي البوارج البريطانية للكرة في موانئ رابغ وينبع، دون تأكيد لمشاركة مواطنين معهم، بينما يعود أقدم ظهور لمصطلح “كرة القدم” في الصحف المحلية إلى مرحلة ما سماه بـ “نشوء المعرفة”.
وكشف النجيمي أن يوم 25 يناير/كانون الثاني 1947 شهد المباراة الوحيدة التي أقيمت تحت رعاية الملك عبدالعزيز، فيما كانت أول مسابقة مكتملة عام 1932، وحققها نادٍ لم يعد حاضرًا في المشهد الكروي اليوم، لكن جرى توثيقه ضمن السجلات.
الوثائق الرسمية والبطولات
وتابع: “في 18 مايو/أيار 1955، أرسل أول خطاب رسمي من السعودية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)”.
وأوضح أن المشروع رصد أكثر من 3400 بطولة بمختلف الفئات، منها 95.2% نظمت تحت جهات مختصة، وحرص على توثيق كل المسابقات منذ عهد الملك عبدالعزيز.
وأشار النجيمي إلى أن اختلاف التصنيفات السابقة للبطولات كان من أبرز التحديات، حيث كانت هناك 5 نماذج لتصنيف الدوري والكأس، مضيفًا: “اتفقنا على أن الدوري هو البطولات التي تقام بنظام النقاط، والكأس هي البطولات التي تقام بخروج المغلوب”.
الدوري السعودي والبطولات المعتمدة
وكشف عضو فريق التوثيق أن عدد نسخ الدوري السعودي الرئيس المعتمدة بلغ 64 نسخة مكتملة، منها 30 نسخة حظيت برعاية ملكية، لافتًا إلى أن السعودية تملك سادس أقدم دوري في المنطقة العربية.
وأضاف: “لا يوجد أي اتحاد يقارن بين أنديته في عدد البطولات، لذلك لن ننشر ترتيبا تراكميا، بل نكتفي بالسجل الشرفي للبطولات، وهو الأهم”.
مواقف الأندية والاعتراضات
وأكد النجيمي أن جميع الأندية وافقت على آلية عمل المشروع وأرسلت خطابات رسمية بذلك، بينما أشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنهجية العمل.
وأوضح أن اعتراض نادي الشباب جاء في آخر جمعية عمومية، بعدما كان شريكًا طوال فترة المشروع، مشيرًا إلى أن الاعتراض انصب على آلية وثيقة المصطلحات والتعريفات.
وواصل: “الاتحاد السعودي إذا قرر إلغاء نتائج المشروع، يجب أن يدعو جميع أعضاء الجمعية العمومية، ولا يوجد عمل بشري يخلو من الاعتراضات، وهذا أمر طبيعي”.
وأكد عبدالإله النجيمي أن مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية بات محكومًا بآلية ثابتة لا يمكن لأي مسؤول جديد في المستقبل تغييرها، نظرًا لارتباطها المباشر بالاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
وأضاف أن الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية، وياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، شددا على أهمية المصداقية والشفافية في التوثيق، مؤكدين: “حتى إذا وجدتم شيئًا يناقض تصريحاتنا لا تترددوا في إحصائه”.
كما أوضح النجيمي أن التقرير النهائي للمشروع لم يتضمن أي تمييز بين “بطولة رسمية” أو “ودية”، مبينًا أن أي بطولة لا تُقام إلا بموافقة رسمية، مع الالتزام الكامل بالممارسات الدولية المعمول بها في الفيفا.
إرسال التعليق