
من الشك إلى الاستقرار.. خطوات الأهلي ترفع سقف التوقعات في موسم الحصاد (هيرو ستوري)

تجاوز ما حققه الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني لأهلي جدة، سقف طموحات جماهير الفريق السعودي، بعدما حصد بطولة قارية وأخرى محلية في قرابة عامين منذ توليه المسؤولية لفريق عاد إلى دوري المحترفين، بعد هبوط مفاجئ واضطراري.
المنافسة على الألقاب طموح مشروع للأهلي وجماهيره، لكن في زمن يقول فيه الكبار كلمتهم وفي عهد هيمنة هلالية يتخللها تفوق من الاتحاد والنصر أحيانا، فإن أمل الراقي وجماهيره كان في الظفر ببطولة بين الحين والآخر.
لقب دوري أبطال آسيا للنخبة لأول مرة في تاريخ النادي، بلا شك هو شيء استثنائي قدمه المدرب الألماني الشاب، الذي لم يتوقع كثيرون نجاحه بعد خلافة الجنوب أفريقي المخضرم بيتسو موسيماني في قيادة الفريق.
لكن لا يتعلق الأمر فقط بالبطولات بل إن ما قدمه يايسله هو نموذج للأداء المتكامل والتوظيف الجيد للاعبين، وكيفية خلق بيئة مناسبة للنجاح.
مشوار النجاح
ومن ثم كان بقاء يايسله لاستكمال مشروعه الناجح هو أمر لا غنى عنه في الأهلي، لكنه اصطدم ببعض العوائق الإدارية كعادة المفاوضات، التي يكون فيها المدرب هو الطرف الأقوى، كونه قد حقق نجاحا استثنائيا مع الفريق.
وبعد محاولات وشد وجذب على مدار نهاية الموسم الماضي، انتهى الأمر إلى بقاء يايسله مع الأهلي حتى نهاية عقده، دون توقيع عقد جديد، أي أن التجربة التي يعنونها النجاح ستستمر لموسم آخر، لا يُعرف ماذا يمكن أن يحدث فيه.
وفي الكثير من الأحوال يكون الموسم الأخير للمدرب هو فترة شك، خاصة إذا ما كان ناجحا ويجذب الأنظار إليه، فهو لا يعلم ما إذا كانت الإدارة ستمنحه الضوء الأخضر للاستمرار بعقد جديد، وأن شروطه وطلباته ستكون مجابه، أم أنه سيكون بصدد خوض تجربة جديدة مختلفة.
وأضحى الأهلي في طريقه لحسم هذا الجدل ووضع حد للتكهنات حول مستقبل المدرب الشاب، من خلال التقارير التي أكدت التوصل لاتفاق رسمي بشأن التجديد لموسمين.
تألق وتحديات
ولعل الفوز ببطولة كأس السوبر السعودي، على حساب النصر المُحسن والمتسلح بصفقات جديدة، وقبل ذلك اكتساح القادسية بخماسية في نصف النهائي، قد حفز صانع القرار الأهلاوي لاتخاذ ما يلزم من إجراءات تضمن بقاء يايسله.
ليس هذا فقط، بل أن التحديات الأصعب التي تنتظر الفريق ربما تعزز فكرة بقائه لأطول وقت ممكن، فالفريق مُقبل على مشاركته عديدة هذا الموسم، بدءًا من الدوري الذي يعد هدفاً رئيسياً، مروراً بكأس خادم الحرمين الشريفين الذي يحمل الفريق رقما قياسياً في عدد مرات الفوز به، وصولاً إلى الدفاع عن اللقب الآسيوي الذي حتما سيكون أكثر صعوبة، وكذلك بطولة إنتر كونتيننتال التي يشارك فيها الفريق هذا العام، ويطمح للذهاب بعيداً.
تحديات الأهلي تتطلب قدرا من الاستقرار قد يضمنه بشكل كبير بقاء يايسله، المدرب الذي وضع لمسات بسيطة على تشكيلته بضم 3 أجانب جدد و4 محليين، مع الاستغناء عن عدد مقارب من اللاعبين، لكن القوام الأساسي الذي حقق إنجاز الموسم المنصرم لا يزال باقياً.
أهلي يايسله اكتسب هوية فنية وشخصية واضحة داخل الملعب ما يجعله خصما قوياً لا يستهان به في مباريات الديربي والكلاسيكو والاستحقاقات الهامة محلياً وخارجياً.
كذلك نجح يايسله في أن يحقق المعادلة الصعبة مع لاعبيه بأن يكون مقنعا لهم على الصعيد الفني والتكتيكي وكشخصية مدرب يتعامل مع نجوم بعضهم يصغره بأعوام قليلة، وأن يحظى باحترامهم وتقديرهم أيضا كمدير فني لا يخالفون تعليماته، ما انعكس بوضوح على الأداء في الملاعب والحالة العامة التي يعيشها الأهلي.
وتألق عديد النجوم تحت قيادته على غرار رياض محرز وإيفان توني وفرانك كيسي وإدوارد ميندي وميريح ديميرال وروجير إيبانيز، وكذلك جالينو وعلي مجرشي، ليقود يايسله دفة الأهلي بنجاح، ويؤمن النادي مستقبله أمام التحديات.
موسم الحصاد
يقولون دائما إن الوصول للقمة ليس بصعوبة الحفاظ عليها، وهذا ما سيواجهه الأهلي هذا الموسم، فالفوز بالنخبة والسوبر السعودي، سيفرض على الفريق أن يرتقي بسقف طموحاته ويسعى للمزيد.
وفي سبيل ذلك يجب أن يقدم الفريق الشخصية القوية في كل بطولة بل كل مباراة، بحيث يزداد اليقين بأن الصعب ليس مستحيلا، ويمكن أن ينافس الفريق بالفعل على ألقاب أكبر وأكثر في الموسم الجديد.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق