
مونديال 2026: قائد الرأس الأخضر يعيش لحظة الحلم بعد التأهل التاريخي

لا يُعدّ راين منديش اسمًا لامعًا في الملاعب الأوروبية الكبرى، إذ يلعب حاليًا في دوري الدرجة الثانية التركي مع فريق إجدير سبور، إلا أنه سيكون في صيف 2026 إلى جانب أبرز نجوم كرة القدم العالمية، بعد أن قاد منتخب الرأس الأخضر إلى تأهل تاريخي لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم.
يحمل اللاعب البالغ من العمر35 عامًا شارة قيادة المنتخب، ولعب دورًا محوريًا في تحقيق الفوز الحاسم على إسواتيني (3-0)، ليضمن المنتخب الملقب بـ”أسماك القرش الزرقاء” بطاقة العبور إلى مونديال 2026 الذي سيقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
تأهل تاريخي ومشروع طويل الأمد
لم يكن هذا الإنجاز وليد الصدفة، إذ يعتمد منتخب الرأس الأخضر بشكل كبير على الإرث الكروي البرتغالي، حيث يضم الفريق لاعبين وُلدوا أو تدرّبوا في البرتغال أو في أنديتها، بفضل الروابط التاريخية بين البلدين.
وقد أثمر هذا التوجه عن بناء جيل قوي ومتماسك؛ ففي كأس أمم إفريقيا 2023 في كوت ديفوار، تصدّر الرأس الأخضر مجموعته التي ضمّت غانا ومصر وموزمبيق، قبل أن يودّع البطولة من ربع النهائي أمام جنوب إفريقيا بركلات الترجيح بعد أداء مميز.
وفي تصفيات كأس العالم 2026 (القارة الإفريقية)، واصل الفريق تألقه وتصدّر مجموعته متفوقًا على منتخبات قوية أبرزها الكاميرون، ليكتب التاريخ كأول منتخب من الأرخبيل الصغير يبلغ النهائيات العالمية.
منديش: “ما نعيشه نتيجة عمل سنوات طويلة”
وقال راين منديش “لقد شاركنا في 4 نسخ من كأس الأمم الإفريقية، وكنا قريبين جدًا من التأهل إلى كأس العالم 2014. ما نعيشه اليوم هو نتيجة منطقية لسنوات طويلة من العمل والتطور”.
ورغم نبرته الهادئة، إلا أن منديش عبّر عن مشاعر جياشة بعد التأهل، إذ تحوّلت شوارع العاصمة برايا إلى كرنفال ضخم عقب الفوز على إسواتيني، احتفالًا بإنجاز غير مسبوق في تاريخ البلاد.
وأضاف قائد المنتخب: “بصراحة، لا أستطيع تصديق ما حققناه حتى الآن. عندما كنت صغيرًا كنت أحلم بمنتخب البرازيل بقيادة رونالدو، وبأن أكون جزءًا من بطولة كأس العالم يومًا ما، وها هو الحلم يتحقق مع وطني”.
من الملاعب الفرنسية إلى صنع التاريخ
بدأ منديش مسيرته في فرنسا مع لوهافر قبل أن ينتقل إلى ليل، كما خاض تجربة قصيرة في إنجلترا مع نوتنجهام فورست، ومرّ بعدة محطات احترافية في قبرص، والبرتغال، وتركيا.
ومع منتخب الرأس الأخضر، خاض أكثر من70 مباراة دولية وسجل16 هدفًا، ما يجعله أحد أكثر اللاعبين تمثيلًا لبلاده في التاريخ الحديث.
“نريد أن نعيش قصتنا بأنفسنا”
ويبلغ عدد سكان الرأس الأخضر نحو525 ألف نسمة فقط، ما يجعلها ثاني أصغر دولة من حيث عدد السكان تشارك في نهائيات كأس العالم بعد آيسلندا، وأصغرها من حيث المساحة الجغرافية.
ويقول منديش بثقة: “قد لا نملك أسماء لامعة مثل رونالدو، لكن لدينا روح الفريق والطموح. هناك شيء واحد مؤكد: لن نذهب إلى المونديال لمجرد خوض ثلاث مباريات ثم العودة إلى البيت”.
وأضاف: “لا نعرف مجموعتنا بعد، لكننا نرغب في ترك انطباع جيد وتقديم كرة قدم جميلة، لأن هذا ما نحبه أكثر من أي شيء آخر. سنبذل كل ما في وسعنا ونكتب قصتنا بأنفسنا، وآمل أن تكون أجمل حتى من لحظة التأهل”.
خلفية تاريخية
وتأس منتخب الرأس الأخضر عام 1982، وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 1986، تأهله إلى كأس العالم 2026 يُعدّ أول ظهور مونديالي في تاريخه.
وسبق له المشاركة في4 نسخ من كأس الأمم الإفريقية (2013، 2015، 2021، 2023)، وبلغ ربع النهائي مرتين.
يضم المنتخب مجموعة من اللاعبين المحترفين في أوروبا، أبرزهم فوغينيا (سانت كلير) وغاري رودريغيز وراين منديش نفسه.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق