
نونيز vs فيليكس.. رهان الميركاتو يضع إنزاجي وجيسوس في وجه النيران

دائما ما تحدث بعض المفارقات المثيرة في فترات الانتقالات المختلفة والتي يسعى خلالها كل نادٍ لتدعيم صفوفه بأفضل العناصر، بغرض المنافسة على جميع البطولات.
وأصبح الدوري السعودي، أحد أكثر الدوريات إثارة وقوة حول العالم، نظرا للطفرة التي أحدثها صندوق الاستثمار، بجلب مجموعة رائعة تضم أبرز نجوم الكرة الأوروبية.
وخلق ذلك، حالة من التنافس الشديد بين جميع الأندية لاسيما فرق المقدمة بقيادة ثنائي الرياض المتمثل في الهلال والنصر، حيث تشهد فترة الانتقالات الصيفية الحالية، منافسة شرسة بين الناديين على ضم صفقات أفضل.
وجهان لعملة واحدة
فاجأ النصر الجميع، بحسم صفقة البرتغالي جواو فيليكس في لمح البصر، بعد أن كان قريبا من العودة لناديه الأم بنفيكا، ولكن مكالمة الأسطورة كريستيانو رونالدو قائد الفريق حسمت كل شيء.
وعلى الرغم من ارتباط “العالمي” بضم عدة أسماء أخرى، إلا أنه باغت الجميع بصفقة فيليكس التي لم تكن في الحسبان، نظرا لأن اللاعب يعاني من تراجع مستوى كبير منذ رحيله عن بنفيكا في صيف 2019.
وخاض فيليكس رحلة طويلة بين الأندية الكبرى، لكنه فشل في تقديم نفسه بالصورة المطلوبة مقارنة بالإمكانيات المذهلة التي يمتلكها، ليقرر خوض تحدٍ جديد بعيدا عن الأجواء الأوروبية.
غيتي الصور
وتعرضت إدارة النادي والمدرب البرتغالي جورجي جيسوس، لانتقادات حادة خلال الأيام الأخيرة، بسبب الموافقة على جلب فيليكس، خصوصًا وأن اللاعب يعاني من سوء واضح في المستوى، بالإضافة لانعدام ثقته في نفسه.
في المقابل، كان الهلال يحاول تدعيم مركز رأس الحربة منذ عدة أشهر، حيث ارتبط اسمه ببعض الأسماء العالمية التي يأتي على رأسها النيجيري فيكتور أوسيمين وبينجامين سيسكو وألكسندر إيزاك وغيرهم من المهاجمين البارزين في أوروبا.
لكن “الزعيم” باغت الجميع هو الآخر بمفاوضات حاسمة مع ليفربول من أجل ضم الأوروجواياني داروين نونيز، وبالفعل حسم الصفقة في غضون أيام قليلة، وهو قرار لم يحظ بدعم كامل من جماهير “الزعيم” بسبب سوء مستوى اللاعب مع “الريدز”.
لعنة مشتركة
هناك أيضا لعنة مشتركة بين نونيز وفيليكس، متمثلة في الخروج من بنفيكا، حيث نجح الثنائي في جذب أنظار أندية أوروبا من خلال اللعب مع بطل البرتغال.
فيليكس كان صاعدا بسرعة الصاروخ، حيث تمكن من التتويج بجائزة أفضل لاعب شاب في الدوري البرتغالي لموسم 2018-2019.
وتمكن فيليكس في الموسم المذكور، من تسجيل 20 هدفا وصناعة 11 خلال 43 مباراة بمختلف المسابقات المحلية والقارية، لينجح بعدها أتلتيكو مدريد في خطفه خلال صيف 2019.
ولم يتأقلم فيليكس مع “الروخيبلانكوس” ورحل لعدة أندية معارا حتى انتهى به المطاف مع تشيلسي ومنه إلى النصر، حيث لم يعد كما كان لحظة سطوع نجمه مع بنفيكا.
ويتشابه الوضع مع نونيز، الذي انفجر بقوة مع بنفيكا خلال موسم 2021-2022، حيث سجل 34 هدفا وصنع 4 أخرى بمختلف المسابقات.
غيتي الصور
ونجح نونيز في التتويج كهداف للدوري البرتغالي خلال ذلك الموسم بتسجيل 26 هدفا، بالإضافة لحصوله على جائزة أفضل لاعب بالمسابقة، لينضم إلى ليفربول، ولكنه عانى من سوء مستوى غريب متمثل في إهدار مستمر للفرص السهلة.
وبالتالي، فإن الخروج من بنفيكا كان بمثابة لعنة ضربت الثنائي، والتي من الممكن أن تستمر مع النصر والهلال، أو تنتهي من خلال استعادة بريقهما.
رهان الميركاتو
بعيدا عن التشابه الكبير بين الصفقتين في العديد من المحاور، فهناك مفارقة أخرى تتمثل في رهان مشترك بين الإيطالي سيموني إنزاجي مدرب الهلال، وجيسوس مع النصر.
أكدت العديد من المصادر الموثوقة أن إنزاجي هو من أصر على ضم نونيز، حيث يؤمن بقدرات المهاجم الأوروجواياني ويرى بأنه سيكون مفيدا لخططه المستقبلية.
إنزاجي يعتمد في طريقته على تقدم الأطراف المتمثلة في الظهيرين والجناحين، فضلا عن قدرة لاعبي الوسط في اقتحام منطقة الجزاء، بينما سيلعب رأس الحربة دورا بارزا في عملية الضغط المستمر على دفاعات الخصم، والنزول إلى المنتصف للمساهمة في بناء الهجمة.
غيتي الصور
صحيح أن المهمة الرئيسية لرأس الحربة هي تسجيل الأهداف، ولكن إنزاجي يرغب في الاستفادة من قدرة نونيز القوية في تطبيق الضغط، وإفساح الطريق للقادمين من الخلف.
كذلك، يتشابه الوضع كثيرا في صفقة فيليكس، فقد وافق جيسوس على التعاقد معه، رغم ظهور عدة بدائل أخرى في نفس الفترة، ولكنه مقتنع تماما بأن اللاعب سيخدم أسلوبه.
وخرج جيسوس بتصريح قبل أيام قليلة أكد خلاله أنه “كان يسعى للتعاقد مع فيليكس منذ أن كان مدربا للهلال”، ولكن وجود رونالدو في النصر هو من ساهم في حسم الصفقة بنسبة كبيرة.
وتعود رغبة جيسوس في ضم فيليكس من أجل الاستفادة منه في مركزي (9.5 و10)، نظرا لقدرته على تقديم المعاونة الهجومية للجناحين ورأس الحربة، وقدرته على اقتحام منطقة الجزاء، وربط جميع الخطوط ببعضها.
ويسعى المدرب البرتغالي دائما للاعتماد على لاعب بمواصفات هجومية، يلعب كرأس مثلث لثنائي وسط الملعب، بالإضافة لتحوله في بعض الأحيان لمهاجم ثانٍ، مثلما فعل مع البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا رفقة الهلال.
نيران الجماهير
يعتبر التعاقد مع فيليكس ونونيز بمثابة الرهان الأبرز في الميركاتو، لأن جيسوس وإنزاجي، أصبحا في وجه المدفع أمام نيران الجماهير الغاضبة.
الهلال والنصر يمران بفترة عصيبة، ويسعى الثنائي لاستعادة هيبته بالعودة لمنصات التتويج، حيث اكتفى “الزعيم” بتحقيق السوبر المحلي، بينما خرج “العالمي” بدون ألقاب خلال الموسم الماضي.
وحصل جيسوس وإنزاجي على دعم إداري كامل في اختيار الصفقات، بشرط العودة لمنصات التتويج، وهو ما سيزيد حالة الضغط على المدربين، خاصة وأن التعاقد مع نونيز وفيليكس لم يحظ بدعم جماهيري كامل.
وبالتالي، فإن نجاح نونيز وفيليكس مسألة غير قابلة للنقاش، حيث إن الإخفاق سيفتح نيران الجماهير في وجه إنزاجي وجيسوس، إضافة لتراجع أسهم اللاعبين في المستقبل بصورة أكبر.
وحال نجح فيليكس ونونيز في الظهور بالشكل المطلوب، فإن هذا التألق سيمنح الفريقين دفعة فنية، بالإضافة لارتفاع ثقة الإدارة في رؤية إنزاجي وجيسوس المستقبلية، بخلاف استعادهما بريقهما.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق