×

مباريات اليوم

هندسة المجد.. استراتيجية ريال مدريد بين مطاردة النجوم وصناعة المستقبل

ارتبط اسم ريال مدريد دائما بالسعي وراء أهم وأبرز نجوم اللعبة حول العالم، لتدعيم صفوفه، ولكن يبدو أن هناك هندسة جديدة لاستراتيجية النادي في ملف التعاقدات.

أسماء بحجم دي ستيفانو، وزين الدين زيدان، رونالدو “الظاهرة”، ديفيد بيكهام، صنعت مجدًا لا يُمحى من ذاكرة تاريخ الفريق الملكي.

ولكن شيئًا ما تغير في فلسفة الميرينجي خلال العقد الأخير، حيث لم يعد يركض خلف الأسماء الكبرى فحسب، بل صار يُخطط لما هو أبعد من اليوم.

أصبحت تعاقدات ريال مدريد تحمل روح التوازن؛ لا إفراط في مطاردة النجوم، ولا تفريط في شباب المستقبل.

وبين هذا وذاك، وُلد مشروع مدريدي فريد، تتمازج فيه الخبرة بالموهبة، والحاضر بالمستقبل، يقوده تشابي ألونسو المدير الفني الشاب لريال مدريد.

مطاردة الشباب

في صيف 2017، بينما كانت أعين أوروبا مصوبة نحو نيمار، وهازارد، وسواريز، كان ريال مدريد يتحرك بهدوء نحو البرازيل، حيث شاب لا يتجاوز الـ17 من عمره يُدعى فينيسيوس جونيور.

ولم يكن القرار عشوائيًا، ولم يكن مجرد رهان على “مستقبل مبهم”، بل خطوة أولى في إستراتيجية طويلة الأمد: التعاقد مع لاعبين في سن مبكرة، يتم تطويرهم في بيئة ناضجة وتحت سقف طموحات كبرى.

وتكررت التجربة سريعًا مع رودريجو جوس، ثم مع التركي أردا جولر، الذي لم يكن قد خاض 30 مباراة كاملة مع فنربخشه، لكنه جذب أنظار الريال بفضل شخصيته داخل الملعب، قبل موهبته.

إندريكEPA

حتى إندريك، الذي لم يبلغ 18 بعد، ضُمنت صفقة انتقاله مسبقًا، وكأن النادي يضع حجر الأساس لجيل لن يُولد إلا بعد حين.

لا أحد في مدريد ينتظر المعجزات من أول موسم، ولا أحد يُفرط في اللاعب إن لم يتألق سريعًا. هناك وعي بأن النجم لا يُولد نجمًا بل يُصنع نجمًا.

واليوم، تحول فينيسيوس إلى سلاح قاتل في الجناح، وتحول رودريجو إلى رجل المهمات الكبرى وحقق الثنائي العديد من الألقاب بقميص الميرنجي وعلى رأسهم دوري أبطال أوروبا، وأطل جولر على العالم كموهبة تحتاج فقط للوقت في مدريد.

جذب النجوم

حين تعاقد ريال مدريد مع كيليان مبابي، لم يكن الأمر مجرد “صفقة جماهيرية” أو رد فعل على تعاقد غريم أو ضغوط إعلامية.. بل كانت خطوة محسوبة بعناية فائقة.

جاءت صفقة مبابي بعد سنوات من الانتظار والرفض والجدل، وبعدما أصبح اللاعب نفسه يرى أن ريال مدريد ليس مجرد ناد، بل منصة لتتويج ما بدأه في باريس.

ولم تُكلف الصفقة النادي الملكي شيئًا كقيمة انتقال، لكنها كانت تتويجًا لسياسة نفس طويل، جعلت الريال يخرج منتصرًا ليس فقط باللاعب، بل أيضًا بالمبدأ.

وراقب الريال أيضًا لاعبًا مثل ترينت ألكسندر أرنولد في صفوف ليفربول، الذي يُجسد مثال الظهير العصري. لا لأن كارفاخال انتهى، بل لأن المشروع لا ينتظر أن يسقط أحد لينهض بآخر.

أردا جولرEPA

كما أن هناك اهتمامًا واضحًا بويليام ساليبا، مدافع آرسنال الذي تطور بهدوء في البريميرليج، ورودري نجم خط وسط مانشستر سيتي والمتوج مؤخرًا بالكرة الذهبية.

هذه التحركات لا تُبنى على “هاشتاجات” الجماهير، بل على تقارير فنية واقتصادية، تُوازن بين احتياجات الفريق الفنية، والعائد المتوقع من كل صفقة، ومدى انسجامها مع فلسفة اللعب.

التخطيط للمستقبل

أكثر ما يُثير الإعجاب في المشروع المدريدي أن كل خطوة فيه مرتبطة بتوقيت مدروس، حيث لا يحدث شيء فجأة، ولا تُوقع صفقة بلا قراءة طويلة الأمد.

حين تعاقد النادي مع أوريلين تشواميني، كان كروس ومودريتش في ذروة عطائهما. وحين جاء إدواردو كامافينجا، لم يكن هناك فراغ في خط الوسط. لكن اليوم، وفي 2025، صار كلاهما جاهزًا لحمل الإرث.

في مدريد، كل مركز له “خطة” عمرية واضحة، وكل لاعب شاب يتم دمجه تدريجيًا، ليصبح جاهزًا عندما يحين موعد التغيير.

هذه الطريقة من التفكير تحمي الفريق من الانهيارات المفاجئة، وتحمي المشروع من العشوائية.

الفريق لا يُعاد بناؤه في سوق انتقالات الصيفية، بل يجدد كل عام جزء منه، مثل آلة دقيقة يتم صيانتها باستمرار.

Source link

"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.

إرسال التعليق

ربما قد فاتك