
هوية جديدة؟.. “اتحاد كونسيساو” بملامح البطل قبل الكلاسيكو

لم يحتج اتحاد جدة وقتا طويلا مع مدربه الجديد البرتغالي سيرجيو كونسيساو من أجل أن يحقق انتصاره الأول، وهو انتصار كان في أمس الحاجة إليه بعد بداية متعثرة في مشوار الموسم الحالي على مستوى دوري روشن السعودي للمحترفين ودوري أبطال آسيا للنخبة.
ودشن الاتحاد أول انتصاراته في عهد كونسيساو بتفوق كبير على الشرطة العراقي 4-1 ضمن منافسات الجولة الثالثة من مرحلة الدوري في دوري أبطال آسيا للنخبة، مع الكثير من الملامح الإيجابية التي ظهرت في أداء العميد، والتي تبين أول ملامح عهد المدرب البرتغالي الذي يسعى في بداية عمله لتصحيح أخطاء المرحلة الماضية والبداية الباهتة للفريق في الموسم الحالي، والتي حملت أخطاء فنية رغم الانتصارات.
أول الملامح الفنية الجيدة التي بدأ يكتسبها الاتحاد مع كونسيساو: شخصية الفريق، وهو المكسب الأكبر للفريق الأصفر والأسود إذا ما نجح في تعزيز هذا الأمر، الذي انعكس في قدرة الفريق على تعويض تأخره إلى التعادل ثم الفوز.
وربما كان الأمر في المتناول أيضا خلال مباراة الاتحاد ضد الفيحاء بالدوري في الجولة الماضية، الأمر الذي عطله فقط الفرص الضائعة في النهاية، لا سيما ركلة الجزاء التي أهدرها الفرنسي كريم بنزيما نجم وقائد الفريق، لولا ذلك لكان “الإتي” قد حول تأخره إلى فوز.
اليوم أيضا ضد الشرطة العراقي، بدا واضحا أن كونسيساو يركز على بناء الشخصية الفنية المميزة للفريق، التي تجعل له أسلوب لعب واضح لا يتأثر بأي اهتزاز أو تحول على مستوى النتيجة، الأمر الذي كان يتجلى بوضوح حاجة الفريق إليه في كلاسيكو النصر ضمن منافسات الجولة الرابعة من دوري روشن حيث كانت الخسارة 2-0 توضح أن الفريق يفتقد ردة الفعل القوية التي تعكس شخصية البطل.
ورغم التأخر بهدف ضد الشرطة كانت العودة قوية للعميد، مع أداء أفضل من بعض العناصر.
أسلحة غير تقليدية
ونجح الاتحاد بقيادة كونسيساو في أن يتفوق من خلال أسلحة غير تقليدية، وذلك بعدما سدد فابينيو كرة ثابتة غير معتادة سجل منها أول الأهداف.
ولم يعتد النجم البرازيلي السابق في ليفربول على تنفيذ الركلات الحرة، لكنه نفذها ببراعة، ليصبح سلاحا مهما في صفوف فريقه سعيا لتحقيق التفوق، عندما تفشل الحلول التقليدية.
أيضا رأسية نادرة من الجناح موسى ديابي وضعت الاتحاد في مقدمة لم يتنازل عنها، بل عززها رغم ظروف المباراة وسعى الفريق العراقي للتسجيل من جديد.
عودة بعد غياب
وتمثل تلك العودة بداية بناء هوية فنية مميزة، خاصة أن ذلك سيصب في مصلحة الاتحاد عندما يتعلق الأمر بمواجهات أكثر قوة مثل الديربي والكلاسيكو، لكن أيضا عودة لاعب من أصحاب الحلول مثل حسام عوار كان له مفعول السحر، وهو ما ينطبق تماما مع الأسلوب الذي يفضله كونسيساو بأن تتنوع المحاور الهجومية لديه وألا تقتصر الحلول على ما يمكن أن يقدمه بنزيما إذا كان في أفضل حالاته، أو ديابي أو كذلك بيرجوين والذي لم يتأثر الاتحاد بغيابه مثلما لم يتأثر أيضا بغياب القائد الفرنسي.
وعلى الاتحاد أن يتعود على أن يكون لديه الفعالية في وجود أو في عدم وجود بنزيما أو غيره وهي سمات الفريق البطل أيضا.
طريقة ميلان
ويبدو واضحا أن اللامركزية التي كان يعول عليها كونسيساو في ميلان يريد أن ينقلها بشكل واضح وسريع إلى الاتحاد، فهو يحاول تطبيق ما يجيده ويتفوق فيه، وهو أن يعطي الحرية لبعض اللاعبين في وسط الملعب الهجومي، ولا يقيد عناصر الفريق خاصة التي تمتلك الحلول الفردية المميزة، بمهام تحد من قدراتهم.
ويمكن أن يُفسر ذلك بتمركز ديابي في عمق الملعب أكثر من مرة، الأمر الذي كان يطبقه كونسيساو في ميلان ويستفيد منه خلال عديد المواجهات الهامة.
انتصار كبير وبهوية فنية أفضل بالنسبة لاتحاد كونسيساو، لكن القادم حتما لن يكون أسهل بالنسبة للعميد، خاصة مع ما هو قادم والكلاسيكو المنتظر ضد الهلال يوم الجمعة المقبل.
علاج الأخطاء
ويتعين على المدير الفني أن يسارع بعلاج الأخطاء التي يقع فيها لاعبو “العميد” قبل صدام الهلال الذي لن يعرف فيه المنافس أي ملمح للتهاون مع أي خطأ، فإذا كان الشرطة العراقي بإمكانيات فنية أقل من الزعيم قد أزعج مرمى رايكوفيتش عدة مرات وهز شباكه في إحداها، فإن الضغط الهزيل الذي يقوم به لاعبو الخط الخلفي يجب أن يتغير تماما، وأن يصبح الفريق أكثر شراسة عندما يقابل حامل الكرة في الثلث الدفاعي، لأنه لا مجال للخطأ أو لترك مساحات، مثلما حدث في كرة الهدف الأول، وهي كارثة مستمرة منذ عهد بلان تتمثل في فشل التغطية والرقابة في الكرات العرضية.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق