
بين الحاضر والتاريخ.. الدوري السعودي حلم اتحادي بعيد المنال

في الوقت الذي تتوق فيه جماهير نادي الاتحاد لاستعادة لقب دوري أبطال آسيا بعد غياب 20 عامًا، فإن الحفاظ على لقب الدوري السعودي يبقى هدفًا لا يقل أهمية لديها خلال منافسات الموسم الجديد.
الاتحاد الذي تُوج بلقب الدوري السعودي في الموسم الماضي، سينافس عليه مجددًا، ولكن هذه المرة وهو يحمل شعار “حامل اللقب”.
غير أن هذه المهمة لن تكون سهلة، بل ستكون صعبة، وصعبة للغاية، في ظل العديد من المعطيات الحالية والتاريخية التي تُنذر “النمور” بخسارة لقبهم في الموسم الجديد.
لا صفقات أجنبية
الاتحاد هو الفريق الوحيد من بين الرباعي الكبير الذي لم يتعاقد مع أي صفقات أجنبية منذ بداية فترة الانتقالات الصيفية الحالية، مع اقتراب بدء منافسات الموسم الجديد من الدوري السعودي.
وفي الوقت الذي تعاقد فيه الهلال مع نجوم بحجم ثيو هيرنانديز وداروين نونيز، والنصر مع جواو فيليكس وكينجسلي كومان وإينيجو مارتينيز، والأهلي مع إنزو ميلوت، فإن الاتحاد لم يبرم أي صفقة أجنبية.
واكتفى “النمور” بالتعاقد مع صفقات محلية، لا يُتوقع لأي منها أن تشارك بشكل أساسي، اللهم إلا الظهير أحمد الجليدان القادم من الفتح، في ظل عدم قناعة المدير الفني الفرنسي لوران بلان بظهيريه مهند الشنقيطي وفواز الصقور.
حامد الشنقيطي ضمه الاتحاد بشكل نهائي من الاتفاق، بعد أن قضى الموسم الماضي مُعارًا، وهو يمثل خيارًا على مقاعد البدلاء وليس عنصرًا أساسيًا.
أما صفقات مثل محمد برناوي ومحمد هزازي ومحمد العبسي، من الهلال والنصر والشباب على الترتيب، فهي صفقات مستقبلية للاعبين واعدين، أقصى دور لأحدهم قد يكون الجلوس بديلًا بلا مشاركة.
حتى مروان الصحفي العائد من إعارة إلى الدوري البلجيكي مع فريق بيرشكوت، أعاره “النمور” مجددًا إلى نفس الدوري، ولكن لفريق رويال أنتويرب.
أتمنى
هذه المعطيات قد تشير إلى وجود حالة من الاستقرار الفني في صفوف الاتحاد، لا سيما مع استمرار المدرب الفرنسي لوران بلان على رأس القيادة الفنية للفريق للموسم الثاني على التوالي، واستمرار جميع اللاعبين الأجانب بلا تغيير.
غير أن هذا الاستقرار ليس إلا استقرارًا وهميًا، ويميل بشكل أكبر للجمود، وهو ما اتضح من خلال مباريات الفريق الودية قبل بداية الموسم الجديد.
وخاض “النمور” 5 مباريات ودية قبل بداية الموسم الجديد، تعرضوا خلالها لـ4 هزائم قاسية أمام فناربخشه وفيتوريا جيماريش وفولهام وبورتيمونينسي، فيما حققوا فوزًا وحيدًا على ليريا.
صحيح أن المباريات الودية لا يُقاس عليها، لكن هذه النتائج استمرت في كأس السوبر السعودي، عندما خسر الفريق في نصف النهائي أمام النصر المنقوص من أحد لاعبيه لـ65 دقيقة بنتيجة 1-2، في ظل مستويات سلبية للغاية.
ثورة أم فوضى؟
الهزيمة أمام النصر تحديدًا فتحت أعين الجماهير على مناطق العوار في تشكيلة “العميد”، فبدأت المطالبات ترتفع، حتى وصلت إلى ضرورة إقالة المدرب الفرنسي لوران بلان من منصبه، قبل نحو 10 أيام من انطلاق الدوري السعودي.
وكما فتحت الهزيمة أعين الجماهير، فقد منحت تنبيهًا مهمًا لمجلس الإدارة الذي بدأ في التحرك لإبرام صفقات جديدة، مع الإطاحة ببعض العناصر الأجنبية القديمة.
لكن هذه الثورة تحولت إلى فوضى تامة، حيث لم يقتصر التغيير على عنصر أو اثنين مع اقتراب بداية الموسم، بل إن بعض التقارير تشير إلى رغبة الاتحاد في تغيير جميع عناصر وسط الملعب الأجنبية.
وبحسب ما كشفت عنه صحيفة “اليوم” السعودية، فإن الاتحاد يرغب في الإطاحة بالثلاثي فابينيو وحسام عوار ونجولو كانتي، الذي دخل وكيله في صدام مؤخرًا مع الإدارة، بسبب الخلاف حول مسألة تجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم.
الاتحاد أيضًا يريد التخلص من موهبته الإسبانية أوناي هيرنانديز، رغم ضمه من برشلونة في يناير/كانون الثاني الماضي، ليكون الفريق بنصف ملعب جديد تمامًا في الموسم الجديد.
ورغم أن الموسم يبدأ رسميًا بعد 48 ساعة، فإن الاتحاد لم يستغني عن أيٍ من لاعبيه، ولم يبرم أي صفقة من اللاعبين الذين ارتبط اسمه بهم، على غرار رودريجو مورا وداني سيبايوس وغيرهم.
هذا الوضع الفوضوي يؤكد أنه لم تكن هناك خطة واضحة المعالم منذ نهاية الموسم الماضي، ويُنذر بموسم كارثي للفريق الذي تحلم جماهيره باستمرار تألقه الذي كان لافتًا للنظر في الموسم الماضي.
قيمة سوقية ضعيفة
هذا الضعف في التحركات انعكس على القيمة السوقية لنادي الاتحاد، والتي جعلته يهبط إلى المركز الخامس في الدوري السعودي.
وتبلغ القيمة السوقية لنادي الاتحاد نحو 111.6 مليون يورو، وهي أقل من نصف القيمة السوقية لنادي الهلال الذي يحتل الصدارة في هذا الجانب (234.4).
ويحتل النصر المركز الثاني في تلك القائمة بـ174.3 مليون يورو، فيما يأتي الأهلي في المرتبة الثالثة بـ158.2 مليون يورو.
أما المركز الرابع فبات من نصيب القادسية، حيث خطف مكانة الاتحاد، بعد صفقاته الصيفية التي رفعت قيمته السوقية إلى 135.2 مليون يورو.
التاريخ ليس اتحاديًا
كل هذه الأمور يعززها التاريخ الذي لم يشهد تتويج الاتحاد بلقب الدوري السعودي لموسمين متتاليين منذ مطلع الألفية الحالية.
وكانت المرة الأخيرة التي يحقق فيها “العميد” هذا الإنجاز في موسم 2000-2001، عندما فاز بلقب الدوري السعودي للموسم الثالث على التوالي.
بعد ذلك حقق “النمور” لقب الدوري السعودي 4 مرات قبل النسخة الماضية، ولكنها جاءت بشكل منفرد، حيث لم يحتفظ به لموسمين متتاليين، وكان اللقب في الموسم التالي من نصيب الشباب مرة، ومن نصيب الهلال 3 مرات.
بالإضافة إلى ذلك، لم ينجح الاتحاد في الفوز بلقب الدوري السعودي في الموسم الذي يسبق إقامة كأس العالم، كما هو الحال في النسخة القادمة التي تسبق مونديال 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك.
وكانت المرة الأخيرة التي يحصد فيها الاتحاد لقب الدوري السعودي قبل كأس العالم، في موسم 1981-1982، قبل انطلاق المونديال في إسبانيا.
ومنذ ذلك الحين، أقيمت 10 نسخ من كأس العالم، لم يفز الاتحاد بلقب الدوري السعودي في الموسم الذي يسبق أيًا منها، حيث كان اللقب من نصيب الهلال 7 مرات، والنصر مرتين، والشباب مرة وحيدة.
وسيكون على الاتحاد تحدي هذا الخليط من الواقع والتاريخ، من أجل الحفاظ على لقبه من الدوري السعودي والتتويج به للموسم الثاني على التوالي.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق