من القاع إلى القمة: قصة تحول دورتموند تحت قيادة نيكو كوفاتش

أثبت نيكو كوفاتش، أنه جدير بعقده الجديد الذي يمتد حتى عام 2027 الذي وقعه منذ أيام، بعدما قاد بوروسيا دورتموند من المركز الحادي عشر إلى التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.

كان دورتموند يحتل المركز الحادي عشر في الدوري وتم إقصاؤه من الدور الثاني لكأس ألمانيا عندما حل كوفاتش محل نوري شاهين كمدرب رئيسي في يناير/كانون الثاني، بعقد مبدئي لمدة 18 شهرًا.

لكن التحول الكبير في حظوظ الفريق، والذي ضمن التأهل لدوري أبطال أوروبا وسلسلة من 10 مباريات دون هزيمة في الدوري الألماني، يجعل تمديد عقده حتى عام 2027 قرارًا مفهومًا تمامًا.

وشهدت فترة الانتقالات الصيفية الحالية لنادي دورتموند حركة أقل من المعتاد، لكن التخلي عن جيمي جيتنز، والسماح له بالرحيل إلى تشيلسي، كان أحد أول القرارات الكبيرة للمدرب الكرواتي.

وسجل الجناح 12 هدفًا وقدم 5 تمريرات حاسمة خلال مسيرة الفريق الموسم الماضي وصولاً إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، لكنه فقد مكانه في الفريق بحلول الوقت الذي استعاد فيه الفريق مستواه وتأهل لبطولة هذا العام.

ومع التعاقد مع جوب بيلينجهام وكارني تشوكويميكا من سندرلاند وتشيلسي على التوالي، قام دورتموند بضم لاعبين يمكنهم تعويض خسارته.

بيلينجهام ليس بديلاً مباشراً لجيتنز، لكنه لا يحتاج إلى أن يكون كذلك، حيث كان النجم الإنجليزي الصاعد محورياً، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في صعود سندرلاند إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم (2024- 2025)، والآن أصبح لديه دانييل سفينسون ويان كوتو على جانبي الملعب بعد تحويل صفقتيهما من نورشيلاند ومانشستر سيتي إلى دائمة.

تكتيكات كوفاتش

حل كوفاتش محل أسطورة النادي شاهين في وقت كان فيه الفريق يعاني، كان المدرب السابق يلعب بأسلوب (4-2-3-1)، وهو نفس التشكيل الذي استخدمه كوفاتش للفوز بالدوري الألماني مع بايرن ميونخ في عام 2019، وفي البداية التزم المدرب الجديد بنفس النظام القديم.

تألق جيتنز على الجناح الأيسر، حيث كان يقوم بطلعات هجومية قوية، ويظهر سرعة في الهجمات المرتدة، وبدا للبعض كأنه نسخة طبق الأصل من آريين روبن، الذي عمل كوفاتش معه في بايرن، حيث كان ينطلق من الجناح لاستخدام قدمه المفضلة للتسجيل أو التمرير، في حالته كان يستخدم قدمه اليسرى.

أمامه، كان سيرهو جيراسي قد سجل 13 هدفا في النصف الأول من الموسم، لكن ترتيب الدوري لم يكذب، كانت أسوأ بداية للفريق في حملة محلية منذ الموسم الأخير ليورجن كلوب في سيجنال إيدونا بارك، وبينما تعافى ذلك الجيل وتأهل إلى أوروبا، لم يكن هناك ضمان أن يفعل جيل 2025 الشيء نفسه.

عزز كوفاتش الكثافة خلف الكرة واستفاد من اللاعبين السريعين مثل جيتنز وكريم أديمي في الهجمات المرتدة، ولكن بعد خسارة 4 من أول 6 مباريات له في الدوري، كان التغيير ضروريًا.

وهكذا، بدأ كوفاتش في استخدام نظام (3-4-2-1)، وهو أمر جديد بالنسبة للمدرب الكرواتي السابق الذي ولد في برلين، والذي استخدم أيضًا خطوط دفاع من أربعة لاعبين خلال فترات تدريبه في آينتراخت فرانكفورت وموناكو وفولفسبورج.

لعب دورتموند بهذا التشكيل لأول مرة ضد ماينز في مارس/أذار، وخرج بفوز (3-1) سجل فيه ماكسيميليان باير هدفين، بدأ اللاعب الألماني الشاب في الشراكة مع جيراسي في الهجوم، على حساب جيتنز، وبدرجة أقل، أديمي، لكنه لم يكن الوحيد الذي انضم إلى التشكيلة الأساسية.

سفينسون، الذي وصل على سبيل الإعارة في فبراير/شباط، بدا وكأنه سيكون بديلاً للظهير الأيسر رامي بن سبعيني، لكن التشكيل الجديد سمح لكلا اللاعبين باللعب في نفس الوقت.

وتألق اللاعب السويدي أمام الجزائري، وأنهى الموسم بهدفين وأربع تمريرات حاسمة في 21 مباراة، أما جوليان ريرسون فكان أكثر ملاءمة كجناح دفاعي على الجانب الآخر، وبدأت خطورة دورتموند من الأطراف تظهر مبكراً.

EPA

استقرار وتطور

ما لعب دورا أساسيا في سلسلة الفريق الخالية من الهزائم في نهاية موسم الدوري الألماني كان عودة القائد إيمري تشان من الإصابة، وهو لاعب خط وسط في الأساس ولكنه تألق في قلب خط الدفاع المكون من ثلاثة لاعبين، كما تقدم فيليكس نميتشا على مارسيل سابيتزر في خط الوسط، وعاد إلى قائمة منتخب ألمانيا للمدرب جوليان ناجلسمان.

ماذا يعني كل هذا بالنسبة لمستقبل دورتموند؟

لقد حدث تحول واضح إلى نظام (3-4-2-1) كما فاز دورتموند على برشلونة في دوري أبطال أوروبا بهذا التشكيل خلال تعافيه في الموسم الماضي، واستخدمه كوفاتش بدون فشل خلال مسيرته في يونيو في كأس العالم للأندية.

يستمر جيراسي في قيادة الخط الأمامي، ولا يزال هداف دوري أبطال أوروبا المشترك في الموسم الماضي أحد أخطر المهاجمين في عالم كرة القدم، لكنه أصبح يلعب بشكل متزايد بجانب أديمي في نهاية الموسم الماضي، خاصة في أوروبا، حيث ساعدت سرعة أديمي في إبقاء الخصوم في وضع دفاعي من منطقة أكثر مركزية.

ومع وجود أي لاعبين من بين باسكال جروس وسابيتزر و نميشا في خط الوسط، حصل بيلينجهام على حرية الانضمام إلى الهجمات، إن لم يكن قيادتها، من مركز رقم 10.

وقد تم استكمال مساهماته السبع المباشرة في أهداف سندرلاند العام الماضي بمتوسط خمس تمريرات هجومية وثلاثة تحركات لخلق فرص التسديد لكل مباراة، إضافة تشوكويميكا، الذي يمكنه اللعب بدلاً منه أو بجانبه، من المفترض أن تبقيه على أهبة الاستعداد.

على الصعيد الدفاعي، هناك أزمة إصابات دفاعية مؤخراً، مع غياب تشان (إصابة في الفخذ) ونيكو شلوتربيك (إصابة في الركبة) ونيكلاس سولي (إصابة في ربلة الساق)، لكن دورتموند لديه عادة مهمة في اكتشاف المواهب القادمة، وقد تكون هذه الإصابات هي الفرصة التي يحتاجها فيليبو ماني البالغ من العمر 20 عامًا للتألق.

كما أنهم بارعون في تحديد اللاعبين المناسبين في سوق الانتقالات، وكوفاتش لديه الآن مدافع آخر للعمل معه في صورة آرون أنسيلمينو المعار من تشيلسي.

لقد انتشل كوفاتش دورتموند بالفعل من حالة الركود، والآن يمكن أن يزداد الحماس لما يمكن أن يفعله بهم على مدار الموسمين القادمين.