ضغط أم ثورة انفصال؟.. كانتي يخلع قناع المودة أمام هجمات الاتحاد
في ظلال سواحل جدة الذهبية، يعيش الفرنسي نجولو كانتي، نجم وسط الاتحاد، واحدة من أكثر لحظاته غموضًا منذ وصوله إلى الدوري السعودي، إذ يجد نفسه على مفترق طرق بين البقاء والرحيل، وسط أجواء متوترة تحيط بمستقبله مع “العميد”.
كانتي لم يكن يتخيل أن رحلته من ضواحي باريس إلى الملاعب الأوروبية ثم إلى الدوري السعودي ستصل إلى لحظة كهذه.. بل هي فترة تسيطر عليها حالة من الغموض وتحيط بها التكهنات من كل جانب.
ووسط العديد من الأزمات التي تسيطر على الاتحاد، بعد خسارة كأس السوبر السعودي، تصدر كانتي المشهد خلال الأيام الأخيرة، حيث يقف بين جماهير تتساءل وتقارير صحفية لا تنتهي للحديث حول مستقبله.
صدمة مفاجئة
منذ انضمام كانتي لصفوف الاتحاد في صيف 2023، وهو أحد أبرز نجوم دوري روشن، رغم معاناة “العميد” في الموسم قبل الماضي، إلا أن النجم الفرنسي تمتع بمستوى ثابت.
وفي الموسم الماضي، كان كانتي بمثابة رئة الاتحاد التي قادته نحو تحقيق ثنائية الدوري وكأس الملك لأول مرة في عصر الاحتراف، بمستويات فنية وبدنية مذهلة.
ورغم الدور الذي لعبه كانتي مع “العميد” في الموسم الماضي، إلا أن وداع كأس السوبر السعودي بالخسارة أمام النصر (1-2) في الدور نصف النهائي، كان بمثابة صدمة مفاجئة، تسببت في الحديث عن رحيل بعض اللاعبين.
كانتي تصدر الأسماء المُرشحة للرحيل، بحسب التقارير الصحفية والإعلامية، خاصة وأنه سيدخل الفترة الحرة في عقده خلال يناير/كانون ثان المقبل، وهو خبر تسبب في حالة انقسام بين مؤيد ومعارض.
جاء ذلك، بسبب المستوى الفني الباهت الذي ظهر به النجم الفرنسي، رفقة زميله البرازيلي فابينيو والجزائري حسام عوار على وجه التحديد، لتبدأ بعض المطالب للتخلص منهم.
غيتي الصور
وعد كاذب
في الوقت الذي خرجت فيه تقارير صحفية وإعلامية، حول رغبة الاتحاد في التخلص من كانتي أو عدم تجديد عقده لفترة إضافية، خرج وكيل أعمال النجم الفرنسي بتصريحات نارية انتقد فيها موقف الإدارة.
عبدالكريم دويس، وكيل أعمال كانتي، أكد أن إدارة “العميد” لا تتعامل مع موكله باحترافية، بسبب عدم بدء مفاوضات تجديد العقد لموسم إضافي، قبل دخول اللاعب في الفترة الحرة التي تتيح له التوقيع لأي نادٍ مجانا.
وأكد أن الإدارة سبق وأن وعدت كانتي بتمديد عقده، قبل الدخول في الفترة الحرة، ولكن اللاعب تفاجأ من تجاهل تام، بشأن هذا الأمر، وهو ما أغضبه وطالب بتحديد مصيره.
كذلك، هدد دويس إدارة الاتحاد، بإمكانية التفاوض مع نادٍ آخر، حال عدم التحرك لتجديد عقد موكله، ليُصدر أزمة جديدة للنادي مع الجماهير، حول عدم الوفاء بالوعد.
سقوط القناع
من المعروف عن كانتي هدوءه الشديد وعدم الخروج بأي تصرف غير لائق، ولكن يبدو أن النجم الفرنسي يمتلك وجهًا آخر يظهر في بعض الأوقات.
بالنظر إلى موقف إدارة الاتحاد من عدم التحرك حول تجديد العقد، وتصريحات وكيل أعمال كانتي، نجد أن اللاعب يحاول الضغط على إدارة النادي من أجل البقاء لموسم إضافي.
وإذا كان يرغب في الرحيل من الأساس، لكان انتظر حتى تأتي الفترة الحرة ثم وقع لأي نادٍ آخر، ولكن النجم الفرنسي تعمد الضغط على الإدارة من خلال وكيل أعماله، بهدف الحصول على دعم الجماهير في الوقت ذاته.
كانتي (34 عامًا) يعلم أنه يحصل على راتب خرافي، لن يتقاضاه في أي نادٍ آخر خلال الفترة المقبلة، نظرا لتقدمه في العمر وصعوبة دفع مبالغ مماثلة خارج الدوري السعودي بالوقت الحالي.
وبالتالي، فإن قناع المودة الذي كان يرتديه كانتي، سقط في الوقت الحالي، وتحول لشخص غاضب يسعى للحصول على ما يريد أيًا كان الوضع.
غيتي الصور
ملامح واضحة
يبدو أن الاتجاه الأقرب داخل الاتحاد، هو التخلص من كانتي سواء خلال السوق الصيفي أو الشتوي، أو الانتظار حتى ينتهي عقده بالصيف المقبل.
والدليل على ذلك، هو غضب اللاعب ووكيل أعماله من عدم التفاوض معه حتى هذه اللحظة، في الوقت الذي خرجت فيه تقارير حول رغبة “العميد” في استقطاب أسماء أجنبية جديدة.
وتهدف إدارة “العميد” لتجديد الدماء بالفترة المقبلة، عبر إبرام صفقات أجنبية ومحلية شابة، تستطيع قيادة الفريق سنوات طويلة، ولعل أبرز الأسماء هو البرتغالي رودريجو مورا، لاعب وسط بورتو.
ومع تقدم كانتي في العمر وظهوره الباهت في السوبر، فإن الإدارة لا ترغب في الاستعجال بشأن التفاوض حول التجديد، فالنادي يسعى للنظر إلى الأمر من كل الزوايا من أجل اتخاذ القرار الصحيح الذي قد ينتهي بخروج النجم الفرنسي.
ثورة انفصال؟
بالعودة إلى ثورة كانتي ووكيل أعماله، نجد أنه لا يرغب في الانفصال بنسبة كبيرة، نظرا للعديد من الأسباب المذكورة، فهي محاولة ضغط ليس أكثر.
وفي الوقت الذي تحدث فيه وكيل أعماله حول إمكانية التفاوض مع أطراف أخرى، فقد ظهرت عدة تقارير تشير إلى أن موناكو هو أبرز المهتمين بالنجم الفرنسي.
فضلا عن وجود رغبة من النصر والقادسية للحصول على خدمات “النحلة الفرنسية”، ولكن بالنظر إلى الأمر بصورة واقعية، نجد أن هذه الأندية تحاول استقطاب لاعبين أصغر سنًا بمواصفات أخرى.
وفي حال توجه أحد الأندية للتعاقد مع كانتي، فلن يُعرض عليه نفس الراتب الذي يتقاضاه حالياً مع الاتحاد، وهو أمر يدركه اللاعب ووكيله، لذا فإن تحركاته الحالية تأتي في إطار الضغط وليس بهدف القطيعة أو الانفصال.
إرسال التعليق