
برشلونة وريال مدريد بين الرهانات الجديدة والأزمة المشتركة في ميركاتو صيف 2025

أُسدل الستار على سوق الانتقالات الصيفية لعام 2025 تاركًا خلفه الكثير من التفاصيل المثيرة بين برشلونة وريال مدريد، الغريمين التقليديين اللذين خاضا معركة الميركاتو كل على طريقته، ما بين الرغبة في إعادة البناء من جهة، والبحث عن الاستقرار الفني من جهة أخرى.
برشلونة.. ميركاتو معقد بين الأمل والعثرات
برشلونة أغلق سوق الانتقالات الصيفية بثلاثة تعاقدات جديدة للفريق الأول مقابل 6 لاعبين رحلوا عن الفريق، كان آخرها إعارة هيكتور فورت إلى إلتشي يوم أمس.
أربعة أشهر كاملة من العمل المكثف في الإدارة الرياضية بقيادة ديكو شهدت تحولات كثيرة منذ صفقة الحارس خوان جارسيا، التي حُسمت في مايو مباشرة بعد انتهاء الليجا، مرورًا بملف “الصفقة الكبرى في الجناح” الذي شغل النادي طوال يونيو ويوليو.
الخطوة الأولى كانت ضم خوان جارسيا من إسبانيول، في صفقة أثارت جدلًا واسعًا بسبب الضغوط التي تعرض لها اللاعب لكنه في النهاية قبل عرض البارسا الذي دفع قيمة الشرط الجزائي 25 مليون يورو إضافة إلى 1.3 مليون بسبب التضخم.
هذه الصفقة عكست تغييرًا في الرؤية داخل النادي فيما يخص مستقبل حراسة المرمى.
وفي ملف الجناح، كان لويس دياز هو الخطة الأولى. برشلونة حدد سقفًا بـ60 مليون يورو لكن ليفربول رفض تمامًا، فظهر اسم نيكو ويليامز الذي عرض نفسه عبر وكيله.
الشرط الجزائي في عقده كان 58 مليون يورو + 4، لكن المطالب التي أصر عليها اللاعب بإضافة “شرط تحرر” في حال عدم تسجيله أوقفت المفاوضات.
وبعد خمسة أيام فقط أعلن أتلتيك بلباو تجديد عقد نيكو حتى 2035.
عندها أعاد برشلونة فتح خط دياز، لكن الصفقة انهارت بعد دخول بايرن ميونخ الذي دفع 70+5 مليون يورو، ليضطر البارسا للتوجه نحو ماركوس راشفورد.
اللاعب الإنجليزي وصل على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد مع خيار شراء بـ30 مليون يورو، ليكون الخطة البديلة في الهجوم.
الصفقة الثالثة للفريق كانت التعاقد مع السويدي الشاب روني باردجي من كوبنهاجن.
اللاعب كان تحت المراقبة منذ فترة طويلة حتى بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي، واستغل برشلونة اقتراب عقده من نهايته ليضمه مقابل 2.5 مليون يورو فقط، ليبدأ التحضيرات مع المدرب هانز فليك.
على مستوى الراحلين، حسم النادي عدة ملفات: أنسو فاتي إلى موناكو، بابلو توري إلى مايوركا، باو فيكتور إلى سبورتنج براجا مقابل 12 مليون يورو، إضافة إلى إعارة إنياكي بينيا وهيكتور فورت لإلتشي.
المفاجأة جاءت مع رحيل إينيجو مارتينيز بعد تلقيه عرضًا ماليًا ضخمًا من النصر السعودي.
ريال مدريد.. صفقات ثقيلة ومشروع ألونسو
أما ريال مدريد، فقد دخل الميركاتو بنية واضحة لتعزيز الصفوف بعد موسم انتهى من دون ألقاب كبرى.
النادي أنفق حوالي 167.5 مليون يورو، معظمها قبل بطولة كأس العالم للأندية.
البداية كانت مع المدافع دين هويسن القادم مقابل 62.5 مليون يورو، ثم الموهبة الأرجنتينية فرانكو ماستانتونو (45 مليون)، والظهير ترينت ألكسندر أرنولد (10 ملايين)، وأخيرًا ألفارو كاريراس من بنفيكا مقابل 50 مليون يورو.
إلى جانب هؤلاء، صعد الشاب جونزالو جارسيا للفريق الأول ليكون متاحًا ضمن مشروع تشابي ألونسو، الذي يُعتبر التعاقد الأبرز للنادي هذا الصيف.
لكن الميركاتو لم يخل من رحيل بعض النجوم؛ فقد رحل لوكاس فاسكيز مجانا إلى باير ليفركوزن، ولوكا مودريتش إلى ميلان، بينما باع النادي المهاجم ألفارو رودريجيز إلى إلتشي بـ2 مليون يورو.
كما اعتمد النادي بشكل كبير على بيع مواهبه الشابة لتأمين السيولة: فيكتور مونيوز إلى أوساسونا (5 مليون يورو)، أوبيرادور إلى بنفيكا (5 مليون يورو)، يوسي إنريكيز إلى ألافيس(3 مليون يورو)، تشيما أندريس إلى شتوتجارت (3 مليون يورو)، جاكوبو رامون إلى كومو (3 مليون يورو)، ومارفيل إلى ليجانيس (3 مليون يورو)، إضافة إلى 9 ملايين يورو من صفقة انتقال ميجيل جوتييريز إلى نابولي.
إجمالي العائدات من هذه الصفقات وصل إلى 28.3 مليون يورو.
وفشل ريال مدريد في إبرام بعض الصفقات، حيث كان مارتين زوبيميندي هدفًا بارزًا للنادي مع وصول تشابي ألونسو، لكن الصفقة لم تتم.
كذلك ظل اسم إبراهيما كوناتي مطروحًا باعتبار عقده مع ليفربول يقترب من نهايته، لكن الانتقال تأجل.
أيضًا كان داني سيبايوس قريبًا من مارسيليا قبل أن تنهار الصفقة في اللحظات الأخيرة، في حين لم يعد نيكو باز من إعارته إلى كومو، وسيواصل مشواره في الدوري الإيطالي.
نواقص واضحة وأزمة مشتركة
رغم أن برشلونة أبرم عدة صفقات بارزة في صيف 2025، فإن الخط الدفاعي يظل الحلقة الأضعف، حيث لم يُدعم الفريق لا في مركز الظهيرين الأيمن والأيسر ولا حتى بمدافع بديل لإينيجو مارتينيز يمنح العمق اللازم، وهو ما أثار الكثير من علامات الاستفهام.
بدلاً من ذلك، فضل النادي التركيز على تدعيم الخط الهجومي بصفقات مثل ماركوس راشفورد وروني باردجي، مما جعل التوازن بين الخطوط محل جدل واسع، خاصة مع المخاطر الكبيرة التي قد تفرضها الإصابات على منظومة الدفاع.
أما ريال مدريد، فرغم إنفاقه الضخم وتعاقده مع أسماء لامعة مثل دين هويسن في قلب الدفاع وترينت ألكسندر أرنولد في مركز الظهير الأيمن، إلا أن مشكلات الخط الخلفي لم تُعالج بشكل كاف، خصوصًا مع تكرار إصابات ميليتاو وكارفاخال واعتماد الفريق على عمق محدود في هذا الخط.
وحتى مع هذه الإضافات، فإن الدفاع الأبيض ما زال بحاجة إلى “تجديد جزئي” أكثر عمقًا.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق