×

مباريات اليوم

بين الثبات الكلي والتغيير الجذري.. الميركاتو الصيفي يرسم خريطة كبار الدوري السعودي

في كرة القدم، تلعب فترات الانتقالات دورًا كبيرًا للغاية في مسيرة أي فريق، لا سيما الفترة الصيفية التي يبني فيها كل نادٍ فريقه ويُكمل نواقصه ويرفع مستوياته.

غير أن فترات الانتقال كما يمكن أن تكون معولًا للبناء، فقد تكون أيضًا معولًا للهدم، إذا لم يستغلها النادي على الوجه المناسب، كأن تكون التدعيمات غير مفيدة، أو أن يكون الراحلون أكثر تأثيرًا من الوافدين.

مع نهاية فترة الانتقالات الصيفية، بدأت تتضح معالم كل فريق في الدوري السعودي، لا سيما الفرق الكبرى التي يُتوقع لها أن تتنافس على الألقاب في الموسم الجديد.

الهلال.. مشرط جراح

لعب الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق الهلال، دور الجراح الذي يتخذ مشرطه بدقة بالغة، من أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة في الميركاتو الصيفي.

إنزاجي لم يُجر تغييرات كبيرة على القوام الرئيسي للهلال، فرغم إبرام 6 صفقات، لكن يُتوقع مشاركة 2 منهم بشكل أساسي، وهما الظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز والمهاجم الأوروجواياني داروين نونيز.

الاستفادة الحقيقية من صفقات الهلال كانت ضم لاعبين مناسبين لخطط إنزاجي، بدءًا من ثيو هيرنانديز كظهير هجومي طائر قادر على اللعب في طريقة 3-5-2 التي يهواها المدرب الإيطالي، أو طريقة 4-3-3 المُعتادة، عكس رينان لودي الذي يميل للعب في رباعي خلفي.

كذلك كان إنزاجي يبحث عن مهاجم أكثر سرعة وحركة من ألكسندر ميتروفيتش، وهو ما كان يدفعه لطلب ضم فيكتور أوسيمين، قبل الاستقرار على داروين نونيز في النهاية.

أما باقي الصفقات فتمثل تدعيمًا لوجيستيًا بشكل أكبر، على غرار ماتيو باتويليت في حراسة المرمى، علي لاجامي ويوسف أكتشيشيك في قلب الدفاع، وعبدالكريم دارسي في الجناح.

غير أن نقطة الضعف الأبرز التي تظهر في قائمة الهلال هذا الموسم عن الموسم الماضي، هي الاعتماد على مهاجم أجنبي وحيد، بعد إقصاء الثنائي ألكسندر ميتروفيتش وماركوس ليوناردو من القائمة المحلية، بعد أن سجلا عددًا كبيرًا من الأهداف في الموسم الماضي.

وسيكون الحل أمام إنزاجي هو الاستعانة بمهاجمين محليين كبدائل في الدوري السعودي، وهما عبدالله الحمدان وعبدالله الرديف العائد لتوه من الإعارة.

النصر.. تغيير جذري

هذا التغيير الطفيف لم يكن مناسبًا لفريق مثل النصر، يغيب عن الألقاب منذ فترة طويلة، وقد تعاقد مع مدير فني جديد لقيادة مشروع جديد بأيدٍ برتغالية، بدءًا من الرئيس التنفيذي والمدير الرياضي، مرورًا بالمدير الفني نفسه، وصولًا إلى بعض اللاعبين.

لذا لجأ النصر إلى سياسة التغيير الجذري، فكما حدث في الإدارة، حدث في الفريق، من خلال إبرام 7 صفقات جديدة، قد يشارك منها 4 لاعبين بشكل أساسي، بالإضافة إلى الحارس نواف العقيدي العائد من الإعارة، والمُتوقع له أن يحل محل البرازيلي بينتو.

الإسباني إينيجو مارتينيز سيجاور الفرنسي محمد سيماكان في قلب الدفاع، فيما سيتغير مركز الظهير الأيمن عن الموسم الماضي، من خلال الدفع باللاعب نواف بوشل فيه، ومن ثم سيتغير مركز الظهير الأيسر بإشراك أيمن يحيى أو الوافد الجديد سعد الناصر.

صحيح أن نصف الملعب لن يتغير فيه شيء، لكن الخط الهجومي سيشمل تغييرين بمشاركة جواو فيليكس وكينجسلي كومان على حساب أيمن يحيى والراحل جون دوران.

كل هذه التغييرات ستُضفي شكلًا جديدًا على فريق النصر، يتميز بجودة أكبر، لا سيما على المستوى الهجومي، بعد ضم فيليكس وكومان ورفض المدرب جورجي جيسوس فكرة التفريط في ساديو ماني ليكمل مربعًا هجوميًا ناريًا، مع بدائل جيدة على غرار أيمن يحيى وهارون كمارا وأنجيلو وويسلي.

حتى على المستوى الدفاعي، بعد بقاء عبدالإله العمري، سيمثل مع نادر الشراري عمقًا للثنائي الدفاعي الأجنبي سيماكان وإينيجو.

وتبقى نقطة الضعف الأوضح هي وسط الملعب الذي كان يحتاج إلى التدعيم بشكل واضح، لا سيما بعد رحيل أوتافيو إلى القادسية، وبقاء مارسيلو بروزوفيتش كعنصر أجنبي وحيد، مع عناصر محلية غير سوبر على غرار علي الحسن وعبدالله الخيبري.

الاتحاد.. ثبات كلي

على عكس النصر سار فريق الاتحاد، حيث تمتاز تشكيلته بالثبات بنسبة قد تصل إلى 100%، اللهم إلا في مركزين قد يتم فيهما تغيير، غير أن حتى هذا التغيير غير مؤكد حتى الآن.

التغيير الأول قد يكون بإشراك الظهير أحمد الجليدان، الوافد من الفتح، أساسيًا على حساب مهند الشنقيطي، فيما قد يكون التغيير الآخر بإشراك المدافع الصربي الجديد يان كارلو سيميتش بجوار دانيلو بيريرا، لا سيما في ظل إصابة حسن كادش.

باستثناء هذين التغييرين المُحتملين، ستكون تشكيلة الاتحاد هي نفسها في الموسم الماضي، بدءًا من الحارس الصربي بريدراج رايكوفيتش، مرورًا بثلاثي الوسط نجولو كانتي وحسام عوار وفابينيو، وصولًا للثلاثي الأمامي موسى ديابي وكريم بنزيما وستيفن بيرجوين.

هذا الثبات قد ينم عن الاستقرار، ولكنه قد يكون أيضًا انعكاسًا لحالة من الجمود، لا سيما إذا نظرنا إلى نتائج الفريق مع بداية الموسم، بخسارة 4 من 5 مباريات ودية، وصولًا إلى وداع كأس السوبر من نصف النهائي أمام النصر المنقوص لـ65 دقيقة.

التخوف من الجمود قد يزول قليلًا مع ضم الاتحاد مواهب واعدة قد تلعب دورًا في بعض المباريات لتحسين الأوضاع من على مقاعد البدلاء، أو حتى أدوارًا أساسية في بعض المباريات الأقل أهمية.

الموهبة الأبرز التي ينتظر الجميع انفجارها تتمثل في البرتغالي روجر فيرنانديز الوافد الجديد من سبورتنج براجا، وكذلك لاعب الوسط المالي مامادو دومبيا الوافد من رويال أنتويرب، بالإضافة إلى سيميتش الذي قد يصل للتشكيلة الأساسية.

الأهلي.. عهد البدلاء

أما الأهلي، فقد كانت سياسته في الميركاتو الصيفي واضحة، واعتمدت في الأساس على تقوية مقاعد البدلاء، لا سيما وأنها كانت مشكلته الرئيسية في الموسم الماضي.

في الموسم الماضي، وُصف الأهلي بأنه يمتلك فريقين، أحدهما لا يُقهر في دوري أبطال آسيا للنخبة، والآخر ضعيف للغاية في البطولات المحلية، وهو ما كان يكشف عدم وجود دكة بدلاء قوية قادرة على التناوب مع اللاعبين الأساسيين مع الحفاظ على مستوى متقارب.

الأهلي عالج هذا الأمر في الميركاتو الصيفي الحالي، من خلال ضم أبرز العناصر المحلية في الدوري السعودي، على غرار محمد عبدالرحمن كظهير أيمن، عبدالإله الخيبري وزكريا هوساوي في اليسار، وصالح أبو الشامات كجناح أيسر.

كل هذه العناصر لا يُتوقع لها أن تلعب بشكل أساسي، في ظل وجود عناصر قوية في الملعب، غير أنها ستكون خير داعم للاعبين الأساسيين، سواءً من مقاعد البدلاء، أو عند المشاركة بشكل أساسي في بعض المباريات لإراحتهم، أو حتى تعويض إصاباتهم وإيقافهم.

كما ضم الأهلي 3 عناصر أجنبية جديدة، أبرزها الفرنسي إنزو ميلوت الوافد من شتوتجارت، لتعويض رحيل الإسباني جابري فيجا إلى بورتو البرتغالي، ليشكل مع فرانك كيسيه وزياد الجهني مثلثًا ناريًا في قلب الملعب.

كما دعم “الراقي” هذا المثلث الهجومي من خلال ضم لاعب فرنسي آخر، هو فالنتين أتانجانا الذي سيكون خير داعم لوسط الملعب على مقاعد البدلاء، حتى الحصول على فرصة أساسية.

هجوميًا، دعم الأهلي رباعي المقدمة بلاعب أجنبي آخر مع صالح أبو الشامات، وهو البرازيلي ماتيوس جونسالفيس، ليواصل فكرة دعم عمق التشكيل، لا سيما في ظل المنافسة على عدة جبهات خلال الموسم الحالي، كأكثر فريق سعودي يخوض بطولات.

المركز الوحيد الذي كان يحتاج إلى تدعيم هو مركز حراسة المرمى، لا سيما وأن السنغالي إدوارد ميندي سيشارك مع منتخب بلاده في بطولة كأس أمم أفريقيا في منتصف الموسم، وهو ما كان يحتاج للتعاقد مع حارس أكثر قوة ليحل محله في تلك الفترة.

Source link

"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.

إرسال التعليق

ربما قد فاتك