
من حلم مدريد إلى شبح التهميش.. إندريك يبحث عن منقذ في الشتاء

تحوّل حلم البرازيلي الشاب إندريك باللعب لريال مدريد إلى كابوس صعب، بعدما وجد نفسه حبيس مقاعد البدلاء منذ انطلاق الموسم دون أن يشارك ولو لدقيقة واحدة، في ظل تجاهل المدرب تشابي ألونسو له وتراجع مكانته داخل الفريق.
هذا الوضع قد يدفعه للتفكير في أن سوق الانتقالات الشتوي سيكون طوق النجاة لإنقاذ مسيرته قبل كأس العالم الصيف المقبل.
ووفقًا لصحيفة “آس” الإسبانية، يعيش إندريك فترة معقدة في سانتياجو برنابيو، إذ تم استدعاؤه في 6 مباريات متتالية دون أن يشارك في أي منها، ليصبح اللاعب الوحيد في الفريق، إلى جانب فيرلان ميندي غير المستدعى، الذي لم يظهر بعد هذا الموسم.
وكانت آخر فصول الأزمة أمام خيتافي، حين بدأ المهاجم البرازيلي الإحماء استعدادًا للدخول، لكنه لم يشارك، ليظهر غضبه بركل زجاجة مياه بعدما شاهد التبديلين الأخيرين يذهبان إلى إبراهيم دياز، وجونزالو.
ورغم ذلك، لم يفكر اللاعب حتى الآن في الرحيل، إذ سبق أن تلقى في الصيف الماضي عدة عروض للإعارة من أندية أوروبية، لكنه تمسّك بالبقاء والقتال على مكانه في ريال مدريد، وهو الموقف ذاته الذي يعيشه الآن، رغم متابعة عدد من الأندية الأوروبية وضعه عن قرب ترقّبًا لإمكانية التعاقد معه في يناير/كانون الثاني.
إندريك القادم من تاجواتينجا ما زال يحتفظ بقيمته الكبيرة في سوق المواهب، ولم تؤثر فترة غيابه على مكانته أو على ثقة النادي به، إذ ما زال ريال مدريد يعتبره أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم العالمية.
غير أن الحظ لم يحالفه؛ فبينما كان زميله جونزالو يتألق في كأس العالم للأندية ويتوّج بالحذاء الذهبي، كان إندريك يتراجع بسبب إصابة في أوتار الركبة أبعدته 4 أشهر عن الملاعب وأضعفت فرصه ليكون المهاجم الاحتياطي الأول.
وعاد اللاعب إلى قائمة الفريق في 19 سبتمبر/أيلول الماضي بعد إصابته الطويلة، لكنه لم يشارك حتى الآن، بينما حصد جونزالو معظم الدقائق المتاحة خلف كيليان مبابي (76 من أصل 105 دقائق).
ومع اقتراب موعد كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، تتزايد الضغوط على المهاجم الشاب لاستعادة مكانته في المنتخب البرازيلي.
إندريك يدرك أن المشاركة المنتظمة شرط أساسي للعودة إلى منتخب بلاده، خاصة أن آخر أهدافه الدولية كان في9 يونيو/حزيران 2024 أمام المكسيك، بعد سلسلة من 3 أهداف متتالية في شباك إنجلترا وإسبانيا والمكسيك.
ومنذ ذلك الحين، تسببت الإصابات وتهميشه في ريال مدريد في غيابه عن آخر قوائم السيليساو.
أما المدرب تشابي ألونسو، فيتجنّب الحديث عن إمكانية رحيل اللاعب، قائلاً “فكرة خروج إندريك في يناير ليست في ذهني. هو وجونزالو جاهزان للمنافسة في مركز يضم أسماء قوية.”
لكن الواقع يبقى صادمًا، إذ تشير الأرقام إلى6 استدعاءات وصفر دقائق، ما يجعل السوق الشتوي فرصة أخيرة أمام إندريك لإنقاذ موسمه وإحياء حلمه بالمشاركة في المونديال، بعدما تحوّل حلم ريال مدريد إلى شبح تهميش يهدد مسيرته.
رحلة موهبة برازيلية نحو القمة
وُلد إندريك في21 يوليو/تموز 2006 في برازيليا، العاصمة البرازيلية، وبرز منذ طفولته كأحد أبرز المواهب الصاعدة في بلاده.
التحق بأكاديمية بالميراس في سن الـ11، حيث بدأت قصته الاستثنائية مع كرة القدم.
أظهر قدرات تهديفية مذهلة ومهارات فنية لافتة، جعلت المدربين في النادي يصفونه بـ”الظاهرة الجديدة”.
في سن الـ15، بدأ إندريك يجذب أنظار الأندية الأوروبية الكبرى بعد أدائه المبهر في بطولات الفئات السنية، إذ قاد بالميراس للفوز بـكأس ساو باولو للشباب عام 2022، وسجل أهدافًا حاسمة ليتوّج بجائزة أفضل لاعب في البطولة، ويصبح في نظر جماهير البرازيل “أمل المستقبل” بعد نيمار وفينيسيوس جونيور.
في العام نفسه، وقّع إندريك أول عقد احترافي مع بالميراس، ومع بلوغه الـ16 أصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي يشارك مع الفريق الأول.
وحقق بداية مذهلة بتسجيله في أولى مبارياته في الدوري البرازيلي، ولم يحتج سوى لأسابيع قليلة ليخطف الأضواء بأدائه الجريء وسرعته في المراوغة وقدرته العالية على إنهاء الهجمات بدقة.
صفقة استثمارية واعدة
أداؤه المميز دفع ريال مدريد إلى التحرك سريعًا لضمه في صفقة وُصفت بأنها استثمار في المستقبل، بلغت قيمتها نحو60 مليون يورو شاملة المتغيرات.
ورغم صغر سنه، تعامل إندريك مع الضغوط الكبيرة بثقة وهدوء، مؤكدًا أنه يحلم بالسير على خطى مواطنيه فينيسيوس جونيور ورودريجو جويس في العاصمة الإسبانية.
قبل انتقاله رسميًا إلى أوروبا، واصل التألق مع بالميراس، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تتويج الفريق بلقب الدوري البرازيلي لعام 2023، مسجلاً أهدافًا حاسمة ومساهمات مؤثرة رغم أنه لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره.
نال إشادات واسعة من أساطير اللعبة مثل رونالدو نازاريو وريفالدو، اللذين أكدا أنه يمتلك مقومات المهاجم البرازيلي الكلاسيكي الممزوجة بالحداثة الأوروبية.
بداية واعدة في مدريد
انضم إندريك إلى ريال مدريد في صيف 2024، وبدأ التدرب مع الفريق الأول مباشرة، حيث وجد نفسه محاطًا بنجوم كبار مثل جود بيلينجهام، فينيسيوس، ورودريجو، ما ساعده على التطور والتأقلم مع أجواء المنافسة في الليغا.
ورغم الإصابات المتكررة التي أخّرت ظهوره الرسمي، يؤكد المقربون منه أنه يمتلك العقلية والموهبة اللتين تؤهلانه ليصبح أحد أبرز المهاجمين في أوروبا خلال السنوات المقبلة.
رحلة إندريك لم تبلغ ذروتها بعد، لكنها تحمل كل مؤشرات النجاح؛ من موهبة نادرة في شوارع برازيليا إلى لاعب واعد في أحد أعظم أندية العالم. ويواصل المهاجم الشاب العمل بصمت وثقة في مدريد، على أمل أن يكتب فصلًا جديدًا من المجد الأبيض بقميص ريال مدريد.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق