
الفشل يلاحق معظمهم وعصر يكشف المستور.. “أبناء العاملين” كارثة تقود الرياضة المصرية إلى الهاوية

تعيش الكرة المغربية حالة من التوهج بعد إنجاز تاريخي حققه منتخب الشباب بحصد لقب كأس العالم تحت 20 عاماً لأول مرة في تاريخ الكرة العربية.
واستفادت الكرة المغربية من التخطيط السليم والعمل الجاد الذي قدمه مسؤولو الاتحاد على رأسهم فوزي لقجع رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، وهو ما ألقى بظلاله على النتائج المبهرة التي حققها أسود الأطلس.
ونجح منتخب المغرب في كتابة التاريخ ببطولة كأس العالم 2022 بعدما أصبح أول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى المربع الذهبي في المونديال، بخلاف أنه أول منتخب عربي يحقق الميدالية البرونزية بدورات الألعاب الأولمبية، بعد أن نال المركز الثالث بأولمبياد باريس 2024.
وتسببت هذه الإنجازات المبهرة في الكرة المغربية في إحراج شديد لمسؤولي الكرة المصرية، التي فقدت بريقها على الصعيدين العربي والأفريقي بشكل كبير، وظهرت معاناتها في عدة أمور ألقت بظلالها على النتائج التي يتم تحقيقها، فالفراعنة صعدوا للمونديال 4 مرات فقط ولم يتوجوا بلقب كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2010.
أحد أهم الظواهر التي ألقت بظلالها على الرياضة المصرية بصفة عامة هي انتشار ظاهرة “أبناء العاملين” بصورة لافتة للأنظار، فأغلب الرياضات باتت تضم في قوامها لاعبين هم في الأساس أبناء لاعبين سابقين، بعيدا عن اكتشاف مواهب حقيقية جديدة تنعش الرياضة المصرية.
عمر عصر يكشف المستور
المشهد الأخير في الرياضة المصرية سلط الضوء على هذه الظاهرة المنتشرة، وسطوة أبناء العاملين، بعد أن دخل عمر عصر بطل مصر وأفريقيا في تنس الطاولة في مشادة مع زميله محمود أشرف حلمي نجل رئيس اتحاد اللعبة، على هامش مشاركة منتخب مصر في البطولة الأفريقية المقامة في تونس.
بحسب رواية عمر عصر فإن محمود أشرف رفض مصافحته قبل انطلاق مباراته في نصف نهائي بطولة أفريقيا ضد نيجيريا، وهو ما اعترف به رئيس الاتحاد، مؤكدا في تصريحات تلفزيونية أن نجله أخطأ في هذا الأمر.
محمود أشرف لم يحقق إنجازاً يذكر لمنتخب مصر في تنس الطاولة أو على صعيد الأندية التي لعب لها، وهو ما يترك علامات استفهام حول استدعائه لمنتخب مصر لخوض بطولة أفريقيا.
وتدخلت اللجنة الأولمبية لفتح التحقيق في هذه الواقعة بجانب إعلان وزارة الرياضة متابعة تفاصيل ما حدث.
ظاهرة تضرب الكرة المصرية
في المستطيل الأخضر، تبدو الظاهرة منتشرة بطريقة كبيرة في الكرة المصرية، فأغلب الأندية تضم أبناء لاعبين سابقين.
ولا شك أن شهرة الآباء تلعب دوراً كبيراً في تسهيل مهمات أبنائهم في الحصول على فرصة للظهور والمشاركة مع الأندية، ولكن اللافت أن أغلب هذه النماذج لم تثبت نفسها بالشكل المطلوب.
ونشبت عدة أزمات مؤخراً في النادي الأهلي بسبب تعليقات أحمد شوبير والد مصطفى حارس مرمى الفريق الأحمر فيما يتعلق بمركز حراسة المرمى، بل وواجه حسام حسن مدرب الفراعنة انتقادات واسعة لاستدعائه مصطفى شوبير، رغم أنه لا يشارك أساسياً مع فريقه.
ولم يستدع حسام حسن مدرب منتخب مصر نجوما أساسيين في أنديتهم لصالح شوبير، مثل أحمد الشناوي حارس بيراميدز المتوج بدوري أبطال أفريقيا.
الأمر ذاته تكرر في الزمالك، في ظل ضعف مستوى سيف فاروق جعفر، الذي رحل عن الفريق وعاد مرة أخرى من بيراميدز، في خطوة أثارت الجدل في ظل ضعف مستواه، بجانب يوسف أسامة نبيه الذي لم يقدم أي أداء لافت بعد رحيله عن الزمالك.
منتخب الشباب الذي ودع كأس العالم تحت 20 عاما، مبكرا، شهد تواجد بعض أبناء اللاعبين السابقين، مثل يوسف سيد عبد الحفيظ وعمر سيد معوض.
استثناءات محدودة
الواقع والتجربة تؤكدان أن الاستثناءات محدودة في نجاح أبناء الرياضيين، وربما يقتصر الأمر على حازم إمام نجل الراحل حمادة إمام، الذي أثبت نفسه بعد أن ساهم بلمساته في تحقيق العديد من البطولات، والسباحة الأولمبية رانيا علواني ابنة عمرو علواني المسؤول السابق بالاتحاد المصري ثم الدولي للكرة الطائرة، وأحمد الأحمر أسطورة كرة اليد، نجل نجم الفراعنة السابق مصطفى الأحمر.
فتراجع الرياضة المصرية يبدأ من عدم امتلاك مواهب تستطيع المنافسة دوليا، وإن ظهرت هذه الموهبة بشكل فردي يتم محاربتها أو عدم الاهتمام بها.
فمعظم الأسماء التي لمعت في الرياضة المصرية بصفة عامة خلال الأعوام الأخيرة، لم تكن أساسا من عائلات رياضيين، مثل أحمد الجندي الحاصل على ذهبيبة أولمبياد باريس في الخماسي الحديث ومحمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي ومروان القماش وفريدة عثمان في السباحة وغيرهم من الأبطال الكبار.
في المقابل، لن يكون منطقيا المطالبة بالقضاء على هذه الظاهرة تمامًا، ولكن الأهم أن يتم توفير عدالة الحصول على الفرصة أمام جميع المواهب، وليس أبناء اللاعبين والرياضيين فقط، خاصة أن المنتخبات المصرية تدفع الثمن في النهاية.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق