
برشلونة يستأنف على عقوبة فليك

قرر برشلونة التقدم باستئناف رسمي ضد العقوبة التي فرضتها لجنة الانضباط الرياضي على مدربه هانز فليك، على أمل السماح له بالجلوس على مقاعد البدلاء في الكلاسيكو المرتقب أمام ريال مدريد بملعب سانتياجو برنابيو.
ووفقاً لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، سيقدم النادي الكتالوني طعنه أمام لجنة الاستئناف، بعد أن قررت لجنة الانضباط الرياضي التابعة للاتحاد الإسباني لكرة القدم إيقاف فليك مباراة واحدة، بسبب البطاقة الصفراء المزدوجة التي حصل عليها خلال مواجهة جيرونا الأخيرة في الدوري الإسباني.
وكان الحكم خيسوس خيل مانزانو قد أشهر البطاقة الصفراء الأولى لفليك في الدقيقة 90، للتصفيق على إحدى قراراته احتجاجا، ثم الثانية مباشرة “بعد إيماءة تعبّر عن الرفض”، ما أدى إلى طرده من اللقاء.
ونظرا لأن الحالة لم تُسجل كطرد مباشر، بل كانت بطاقتين صفراوين، فقد تم فرض عقوبة الإيقاف لمباراة واحدة فقط.
وتجاهلت لجنة الانضباط الملاحظات التي قدّمها برشلونة في دفاعه عن مدربه قبل صدور القرار، ما يعني أن فليك سيغيب عن مقاعد البدلاء في مباراة الكلاسيكو يوم الأحد المقبل، وهي مواجهة قد تحسم صدارة الليجا.
وبعد هذا القرار، قرر برشلونة التوجه اليوم الأربعاء إلى لجنة الاستئناف، برئاسة ميجيل دياز إي جارسيا كونيدو، لمحاولة إقناع اللجنة بوجهة نظره، في مسعى لإلغاء العقوبة والسماح لفليك بقيادة الفريق من الخط الفني في ملعب سانتياجو برنابيو.
مسيرة مميزة
وُلد هانز فليك عام 1965 في مدينة هايدلبرج، يعد أحد أبرز الأسماء التدريبية التي تركت بصمة قوية في كرة القدم الأوروبية خلال العقد الأخير.
بدأ فليك مسيرته كلاعب وسط في نادي بايرن ميونخ في الثمانينيات، لكنه لم يحقق شهرة كبيرة داخل المستطيل الأخضر، لينتقل سريعاً إلى عالم التدريب بعد اعتزاله المبكر.
بدأ مشواره التدريبي مع نادي هوفنهايم في منتصف التسعينيات، وقاده لتحقيق نتائج جيدة في الدرجات الدنيا، ما لفت الأنظار إلى قدراته التكتيكية. غير أن محطته الأهم جاءت حين عمل مساعداً لمدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف بين عامي 2006 و2014، وهي الفترة التي شهدت تتويج المنتخب بلقب كأس العالم 2014 في البرازيل. خلال تلك السنوات، كان فليك العقل المنظم خلف التكتيك الألماني الحديث المبني على الضغط العالي وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم.
بعد فترة ناجحة مع الاتحاد الألماني، عاد فليك إلى الأندية ليتولى تدريب بايرن ميونخ في موسم 2019-2020، خلفاً لنيكو كوفاتش، وهناك صنع التاريخ. ففي موسمه الأول، قاد بايرن لتحقيق السداسية التاريخية، إذ فاز بدوري أبطال أوروبا، والدوري والكأس، بالإضافة إلى السوبر المحلي والأوروبي، وكأس العالم للأندية. تحت قيادته، قدّم الفريق أداءً هجومياً ساحراً جعل منه أحد أفضل فرق أوروبا على الإطلاق.
في عام 2021 تولى فليك تدريب منتخب ألمانيا، لكنه واجه صعوبات كبيرة في إعادة بناء الفريق بعد تراجع نتائجه، وانتهت مهمته بالإقالة بعد كأس العالم 2022. وفي صيف 2024، بدأ مرحلة جديدة مع برشلونة الإسباني، ليصبح أول مدرب ألماني يقود الفريق الكتالوني، آملاً في إعادة النادي إلى منصات التتويج واستعادة هويته الكروية المميزة. بهذه المسيرة، يظل فليك مثالاً للمدرب الذي جمع بين الانضباط الألماني والفكر الحديث في عالم التدريب.
أرقام مقلقة
تُظهر البيانات الرسمية الصادرة عن رابطة الدوري الإسباني أن برشلونة يعيش تراجعا مقلقا على المستوى البدني، تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك، في مؤشر يثير القلق داخل أروقة النادي الكتالوني مع انطلاقة موسم 2025-2026.
ووفقا لصحيفة “سبورت” الإسبانية، التي حصلت على هذه البيانات من رابطة “الليجا”، فإن الأرقام تكشف انخفاضا واضحا في معدلات الركض والجهد لدى لاعبي برشلونة مقارنة بالموسم الماضي، سواء من حيث المسافة الإجمالية المقطوعة في كل مباراة أو عدد الأمتار التي تُقطع بسرعات عالية (أكثر من 21 و24 كيلومترا في الساعة)، وهي أرقام جعلت الفريق أدنى بكثير من متوسط البطولة.
وخلال موسم 2024-2025، كان برشلونة من بين أكثر الفرق نشاطا بدنيا، محتلا المركز الخامس في الترتيب العام بمعدل 117,429 مترا في المباراة، متفوقا على متوسط “الليجا” البالغ 115,572 مترا.
آنذاك، جمع الفريق بين الشدة والسيطرة على الكرة والضغط العالي المستمر، ما جعله منافسا قويا حتى الدقائق الأخيرة من المباريات. فقط سيلتا فيجو، أتلتيكو مدريد، جيرونا، وإسبانيول تفوقوا عليه في هذا الجانب.
لكن بعد عام واحد فقط، تغيّر المشهد بشكل جذري. في الجولات الثماني الأولى من الموسم الحالي، تراجع برشلونة إلى المركز الخامس عشر في المسافات المقطوعة، بمعدل 113,444 مترا فقط في المباراة، أي أقل بأربعة كيلومترات تقريبا من أرقامه السابقة، كما أصبح أقل من متوسط البطولة البالغ 115,091 مترا. هذا التراجع يعكس انخفاضا واضحا في الشدة والقدرة على الحفاظ على الجهد طوال المباراة.
الفارق مع المنافسين المباشرين أصبح صارخا، حيث إن أتلتيكو مدريد، على سبيل المثال، يتصدر هذا الجانب بمعدل يتجاوز 120 كيلومتراً في المباراة، فيما تتخطى فرق مثل إسبانيول، إلتشي، وسيلتا حاجز 117,000 متر.
أما برشلونة، فقد انزلق إلى المنطقة السفلية بجانب أتلتيك بيلباو، إشبيلية، وفالنسيا. المثير أيضا أن ريال مدريد يحتل المركز الأخير للعام الثاني تواليا بمعدل 110,626 مترا، رغم أن أسلوب لعبه العمودي يعوض هذا النقص بدنيا.
"يلا شوووت (yallashooot.site)" هو موقع رياضي إلكتروني عربي متخصص في تغطية المباريات والبث المباشر لكرة القدم من مختلف أنحاء العالم، مع جدول محدث يوميًا، روابط مشاهدة متعددة الجودة، وأخبار رياضية دقيقة وحصرية.
إرسال التعليق