خيبة أمل جديدة.. فيروس فريمبونج يظهر أمام إينتراخت
تلقى الهولندي آرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول، ضربة مفاجئة في مستهل مباراته ضد مضيفه إينتراخت فرانكفورت، اليوم الأربعاء، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا.
وتمثلت الضربة التي تلقاها مدرب الريدز في سقوط الهولندي جيريمي فريمبونج ظهير الفريق الإنجليزي، على أرض الملعب مشتكيا من إصابة، استدعت تدخل الطاقم الطبي لمحاولة علاجه.
لكن، تبين بعد لحظات أن ظهير باير ليفركوزن السابق لم يستطع استكمال المباراة، ليُطلب من سلوت إجراء تبديل اضطراري، وهو ما دفعه لإقحام كونور برادلي بدلا من الوافد الجديد في صفوف الريدز.
وتعد هذه الإصابة هي الثانية لفريمبونج هذا الموسم، إذ كانت الإصابة الأولى له بعد مشاركته ضد بورنموث، ليغيب بعدها عن مواجهتي نيوكاسل يونايتد وآرسنال في الدوري الإنجليزي، قبل تعافيه سريعا.
جسد يدفع الثمن
يُعد فريمبونج أحد أكثر الأظهرة الواعدين في أوروبا، بفضل سرعته الهائلة وقدرته على تقديم المساهمات الهجومية، لكن مسيرته لم تخلُ من المنعطفات الصعبة التي فرضتها الإصابات المتكررة منذ ظهوره الأول في عالم الاحتراف.
وبدأ فريمبونج مسيرته مع سيلتيك الإسكتلندي خلال موسم 2019-2020، حيث لفت أنظار الفرق الكبرى في أوروبا باندفاعه البدني وقدرته على اختراق الأطراف، غير أن أولى إصاباته الخطيرة جاءت في نهاية ذلك الموسم عندما تعرض لإصابة في الركبة أبعدته لأسابيع.
ورغم عودته القوية إلى أجواء المباريات، فإن تكرار الإصابات العضلية أصبح جزءًا من قصته في الملاعب، نتيجة لطريقته في اللعب التي تعتمد على التسارع والانطلاقات المتكررة أمام المنافسين.
وخلال فترته مع باير ليفركوزن بين عامي 2021 و2024، عانى فريمبونج من أكثر من 5 إصابات متفاوتة بين العضلات الخلفية والكاحل والفخذ، غاب بسببها عن نحو 30 مباراة رسمية.
ومع ذلك، كان فريمبونج دائمًا يعود بقوة بعد كل إصابة، مؤكدًا شخصيته القتالية وقدرته على استعادة مستواه بشكل سريع.
حتى بعد انتقال اللاعب الهولندي إلى صفوف ليفربول في صيف 2025، لم ينجُ تمامًا من الإصابات، إذ واجه إصابة عضلية بسيطة في بداية الموسم الجاري، أثرت على جاهزيته وأخّرت اندماجه في التشكيلة الأساسية تحت قيادة سلوت.
ورغم تلك العقبات، ما يزال فريمبونج يُعتبر من أفضل الأظهرة الهجومية في الملاعب الأوروبية بفضل طاقته العالية وقدرته على صناعة الفارق هجوميًا مع الفرق التي يدافع عن ألوانها.
لكن، استمرارية مسيرته في القمة ستظل مرتبطة بمدى قدرته على تفادي تلك الإصابات التي رافقته منذ بدايته، وتعلم كيفية إدارة مجهوداته داخل الملعب دون أن يدفع جسده الثمن.
خيبة أمل
عاشت جماهير ليفربول صيفًا حافلًا بالأمل والتفاؤل بعد أن أبرم النادي عدة صفقات ضخمة، تعوض ندرة الصفقات في الموسم السابق، الذي شهد تتويجه بطلا للدوري الإنجليزي.
شهد ميركاتو ليفربول أسماء لامعة مثل ألكسندر إيزاك وجيريمي فريمبونج وفلوريان فيرتز، كانت كفيلة بإشعال الحماس في أروقة “أنفيلد”، ومعها زيادة طموح عشاق الريدز.
لكن مع مرور الأسابيع الأولى من الموسم، تحولت الأحلام إلى خيبة أمل مريرة، بعدما فشلت هذه الصفقات في تقديم الإضافة المنتظرة رغم المبالغ الطائلة التي دُفعت من أجلهم.
وكان التعاقد مع السويدي إيزاك بمثابة الرهان الأكبر في السوق الصيفية، إذ تجاوزت قيمة صفقته حاجز الـ120 مليون جنيه إسترليني.
غير أن المهاجم القادم من نيوكاسل يونايتد لم يظهر بعد بشخصيته الحاسمة أمام المرمى، فاقدًا جزءًا كبيرًا من مستواه وثقته، حيث أن أداؤه الباهت انعكس على القوة الهجومية للفريق، الذي افتقد اللمسة الأخيرة في كثير من المباريات الحاسمة.
أما الهولندي فريمبونج، القادم من باير ليفركوزن، فقد وجد نفسه سريعًا على دكة البدلاء بعد أن فشل في إقناع سلوت بقدرته الدفاعية، وهو ما دفع المدرب لاستخدام دومينيك سوبوسلاي في مركز الظهير الأيمن بدلًا منه، مما أثار علامات استفهام حول جدوى الصفقة.
في المقابل، لم ينجح الألماني الشاب فلوريان فيرتز في التأقلم بعد مع إيقاع الدوري الإنجليزي، رغم موهبته الواضحة، لكن أداؤه المتذبذب جعل تأثيره على صناعة اللعب محدودًا، ليصبح ظله باهتًا مقارنة بما قدمه في ألمانيا.
وسط هذا المشهد القاتم، يبرز اسم هوجو إيكيتيكي كاستثناء وحيد، إذ نجح المهاجم الفرنسي الشاب في كسب ثقة الجماهير بفضل أهدافه الحاسمة وروحه القتالية.
ورغم أنه لم يكن الصفقة الأبرز من حيث القيمة، إلا أنه أثبت أنه الأكثر جدوى فنية حتى الآن، بقدرته على تسجيل 6 أهداف على الأقل، أحدثها في مباراة الليلة أمام فريقه السابق، فرانكفورت.
وهكذا، يبدو أن إدارة ليفربول دفعت ثمنًا باهظًا مقابل وعود لم تتحقق، لتتحول صفقاتها الصيفية إلى إخفاق جماعي باستثناء بصمة إيكيتيكي المشرقة، في وقت يحتاج فيه الفريق لكل ذرة من الإبداع لإعادة هيبته المفقودة.
إرسال التعليق