هل ينهي جيسوس لعنة المحطة الثانية مع النصر؟ (مؤجل)
في عالم التدريب، النجاح قد يُولد مرة، لكن تكراره في نفس البيئة يتطلب أكثر من مجرد اسم كبير، وفي الدوري السعودي للمحترفين، عاش عدد من المدربين تجارب متباينة بين محطاتهم الأولى التي حققوا فيها المجد، ومحطات لاحقة كانت مليئة بالضغوط وخالية من البطولات.
ومع إعلان النصر تعاقده رسميًا مع البرتغالي جورجي جيسوس، يعود أحد أبرز الأسماء في سجل الدوري السعودي لخوض تجربة جديدة، لكن تحت ضغط “المحطة الثانية” التي كثيرًا ما كشفت الفارق بين الذكرى والواقع.
رامون دياز.. من قمة الهلال إلى ظل الاتحاد
منذ أن جاء الأرجنتيني رامون دياز إلى الهلال في 2016، أحدث تحولًا واضحًا في أداء الفريق. قاده لتحقيق الدوري بعد غياب، ثم أضاف كأس الملك، وبلغ معه نهائي دوري أبطال آسيا في موسم ناجح على جميع الأصعدة.
لكن حين انتقل إلى الاتحاد في 2018، كانت الصورة مختلفة تمامًا. النتائج جاءت باهتة، والإقالة حدثت سريعًا بعد 3 مباريات فقط، ليغادر أحد أقصر التجارب في تاريخ العميد، دون أن يتمكن من تكرار إنجازه الأول.
كريستيان جروس.. من مجد الأهلي إلى إخفاق الشباب
قصة جروس مع الأهلي ستظل حاضرة في ذاكرة جماهيره؛ ثلاثية تاريخية موسم 2015–2016 شملت الدوري، وكأس الملك، وكأس ولي العهد، بأسلوب هجومي متوازن وشخصية قوية على خط التماس.
لكن حين تولى تدريب الشباب في 2021، غابت تلك الكاريزما. لم يحقق أي بطولة، ولم يترك بصمة واضحة، في تجربة لم تُضف شيئًا لتاريخه داخل السعودية.
كارينيو.. أسطورة النصر الأولى وظلال التجارب اللاحقة
عندما تولى كارينيو تدريب النصر في 2012، صنع فريقًا مقاتلًا أعاد الجماهير إلى المدرجات. توج بثنائية الدوري وكأس ولي العهد موسم 2013–2014، بأسلوب ممتع وفعّال.
لكن رحلته التالية لم تكن بالمستوى نفسه. مع الشباب بين 2016 و2018، قاد الفريق في 22 مباراة حقق الفوز في 8 فقط، مقابل 9 هزائم و5 تعادلات. ثم تكررت التجارب الباهتة مع الحزم، وأخيرًا مع الوحدة، حيث شهد الموسم الماضي سقوط الفريق إلى دوري “يلو” في نهاية حزينة.
بيتسو موسيماني.. صعود الأهلي وهبوط أبها
دخل موسيماني الدوري السعودي من بوابة الأهلي عام 2022، وتمكن من إعادته إلى دوري المحترفين بثقة وهدوء، بعد موسم صعب في دوري “يلو”. حاز على احترام واسع كمدرب يعرف كيف ينجح تحت الضغط.
لكن محطته الثانية مع أبها في 2023–2024 لم تكن كما سبق. لم يتمكن من إنقاذ الفريق من الهبوط، وخرج دون أن يحقق الأثر المنتظر، لينضم إلى قائمة من لمعوا أولًا وأخفقوا لاحقًا.
جيسوس والنصر.. اختبار جديد في وجه التاريخ
الآن، يدخل جورجي جيسوس مشهدًا جديدًا في المملكة، لكن هذه المرة من بوابة النصر. تجربته الأولى مع الهلال مثيرة فنيًا وانتهت بخلافات إدارية، بينما كانت الثانية أكثر قوة على مستوى الأرقام حيث فاز بجميع الألقاب المحلية.
النصر يمنحه فرصة استثنائية، لكنها تحمل تحديًا مضاعفًا: إعادة بريقه الشخصي، ومنافسة الهلال – ناديه السابق – على جميع الأصعدة. وبين جمهور لا يرضى إلا بالذهب، وأحلام كريستيانو ستكون المهمة مختلفة تمامًا.
إرسال التعليق